يشهد سوق العطور ومستحضرات التجميل في السعودية هذه الأيام إقبالاً ملحوظاً من جانب المستهلكين السعوديين والخليجيين، لاقتناء حاجاتهم من العطور ذات الماركات العالمية المشهورة، لا سيما المتناسبة مع قرب إجازة عيد الفطر، التي تشهد تزايداً في الطلب على العطور. ويستحوذ السوق السعودية على نحو 15 في المئة من حجم السوق العالمي للعطور ومستحضرات التجميل. وقال المدير العام لمؤسسة"سلسلة للعطور في المنطقة الشرقية"حسن اليماني:"إن أعداداً كبيرة من الوكالات العالمية سارعت، عبر معارضها المنتشرة في الأسواق السعودية، إلى توفير كل ما تتطلبه حاجات الأسواق السعودية والخليجية من العطور الراقية وأدوات التجميل". وتسعى الوكالات العالمية من خلال تنافسها القوي إلى جذب أكبر عدد ممكن من العملاء. ويضيف اليماني"كثير من الوكالات المشهورة تتخوف من تسريب كميات كبيرة من العطور ومستحضرات التجميل المقلدة، التي يتم تهريبها لأسواق السعودية خلال هذه الأيام، لتباع بأسعار زهيدة، لا تتناسب مع التكلفة الحقيقية للعطور من الماركات العالمية". وإزاء ذلك، حذرت مصادر في أسواق العطور"من شركات وهمية تعمل في بيع العطور ومستحضرات التجميل، وتقوم بترويج منتجات مقلدة، تتم تعبئتها في دولة خليجية مجاورة، وتباع بأسعار زهيدة". وقالت المصادر:"إن الشركات تستغل قرب حلول عيد الفطر في طرح عينات من العطور المقلدة بأسعار لا تتناسب مع الشهرة العالمية لتلك العطور، خصوصاً في ظل تهافت المستهلكين على شراء العطور، الأمر الذي تجده تلك الشركات فرصة لترويج منتجاتها المقلدة". وعاد اليماني ليؤكد أن الحجم السنوي لسوق العطور في السعودية يقدر بنحو بليون ونصف البليون ريال، وتبلغ نسبة المقلدة الراقية المهربة نحو 30 في المئة من إجمالي حجم سوق العطور الراقية، الذي يقدر بنحو 775 مليون ريال، في حين تبلغ حجم سوق أدوات التجميل الفاخرة نحو 1.3 بليون ريال سنوياً، ونسبة المقلد منها 15 في المئة، وتباع بربع سعرها الأصلي". وأوضح أن حجم الخسائر المالية لوكلاء العطور الأصلية، بسبب تزايد ظاهرة تهريب العطور المقلدة يقدر بنحو 35 في المئة من إجمالي مبيعاتهم السنوية خلال الأشهر الستة الماضية. وكشفت جولة ل"الحياة"في عدد من الأسواق في المنطقة الشرقية أن السبب الرئيس وراء تزايد ظاهرة تهريب العطور المقلدة، هو دخول وسطاء جدد وتجار دخلاء على هذه المهنة، يسعون للكسب المادي فقط، من دون توفير منتجات أصلية في السوق، مستغلين قرب المنطقة الشرقية من دول خليجية مجاورة، يسهل معها تهريب تلك المنتجات. وبينت الجولة أن الوكلاء يواجهون خسائر مالية، بسبب تزايد العطور المقلدة، ما أثر سلباً على مبيعاتهم الأصلية. ويرى وكلاء عطور في سوق الشرقية أن هناك محالاً ومجمعات تجارية في الدمام والخبر والأحساء، بدأت تدخل سوق المنافسة على العطور ومستحضرات التجميل. وعمد عدد من المحال لعرض كميات تفوق 150 نوعاً من ماركات العطور العالمية بأسعار ثابتة، لا تتعدى خمسة ريالات للعلبة الواحدة. ووجدت تلك العطور إقبالاً كبيراً من المستهلكين، خصوصاً العمالة، الذين يشترون كميات كبيرة، لتقديمها هدايا لذويهم عند عودتهم. وحظيت العطور المقلدة بإقبال من أسر سعودية، عرف عنها سابقاً اقتناؤها أجود العطور العالمية. ودعا أصحاب المحال المتخصصة في بيع العطور في المنطقة الشرقية، وزارة التجارة والصناعة، إلى"التحرك السريع والفوري، لمصادرة العطور المقلدة"، مشيرين إلى أن ذلك سبب أضراراً صحية على المستهلكين. وفي المقابل يرى أصحاب المحال التجارية التي تعرض عطوراً بأسعار منخفضة جداً"أن ما يتم عرضه يجد إقبالاً كبيراً من جانب المستهلكين، بسبب جودته وتناسب أسعاره مع مداخيلهم الشهرية"، مشيرين إلى أن هذه العطور يتم استيرادها من أسواق خليجية.