أبدى وكلاء شركات عالمية متخصصة في إنتاج العطور، قلقهم من تسرب كميات كبيرة من العطور ومستحضرات التجميل المقلدة إلى الأسواق السعودية خلال عيد الأضحى. وقال تجار في المنطقة الشرقية ل "الحياة" ان "تلك الكميات التي تحمل أسماء ماركات عالمية تهرب إلى أسواق المنطقة بكثافة حيث تباع بأسعار زهيدة لا تتناسب مع الكلفة الحقيقية لصناعة العطور من الماركات العالمية". وفي هذا الصدد حذر المدير العام لسلسلة محلات للعطور في المنطقة الشرقية حسن اليماني من "ترويج شركات وهمية عاملة في مجال بيع العطور ومستحضرات التجميل، منتجات مقلدة، تعبَّأ في دولة خليجية مجاورة وتباع بأسعار زهيدة". وأوضح اليماني أن "تلك الشركات تستغل حلول عيد الأضحى في طرح عينات من العطور المقلدة بأسعار زهيدة، خصوصاً في ظل تهافت المستهلكين على شراء العطور، اذ تعتبره الشركات فرصة لترويج منتجاتها المقلدة". وكانت شركات عالمية للعطور ومستحضرات التجميل قدرت سابقاً حجم سوق العطور ومستحضرات التجميل في السعودية بأكثر من بليون ريال نحو 267 مليون دولار سنوياً، مشيرة الى ان نسبة العطور المقلدة تبلغ نحو 30 في المئة من إجمالي حجم السوق من العطور الراقية التي تقدر بنحو 775 مليون ريال 206 ملايين دولار، في حين يبلغ حجم سوق أدوات التجميل الفاخر نحو 250 مليون ريال سنوياً 66 مليون دولار، وتبلغ نسبة المقلد منها 15 في المئة، وتباع بربع سعرها الأصلي، "لأنها غير مضمونة الجودة" على حد قول اليماني. وكذلك قدرت حجم خسائر وكلاء العطور الأصلية بسبب التهريب، بنحو 35 في المئة من إجمالي مبيعاتهم السنوية. ويعتبر تجار ومستوردون أن السبب الرئيس لتزايد ظاهرة تهريب العطور المقلدة هو "دخول وسطاء وتجار دخلاء الى هذه المهنة، يسعون الى الكسب المادي فقط، من دون النظر الى توفير منتجات أصلية في السوق، مستغلين قرب المنطقة الشرقية من دول خليجية لتسهيل تهريب تلك المنتجات". ويرى وكلاء عطور أن محلات ومجمعات تجارية في الدمام والخبر والاحساء بدأت تدخل سوق المنافسة على العطور ومستحضرات التجميل، اذ عمد بعض منها إلى عرض كميات كبيرة تفوق 150 نوعاً من ماركات العطور العالمية بأسعار ثابتة لا تتعدى خمسة ريالات للقارورة الواحدة. ووجدت هذه العطور إقبالاً كبيراً من المستهلكين، وخصوصاً العمالة الوافدة الذين يشترون كميات كبيرة منها، لتقديمها هدايا الى ذويهم عند عودتهم الى بلدانهم. ودعا أصحاب محلات تجارية متخصصة في بيع العطور في المنطقة الشرقية، وزارة التجارة والصناعة الى "التحرك سريعاً وفوراً لمصادرة العطور المقلدة التي تروج في المحلات التجارية بأسعار زهيدة"، مشيرين إلى "أن ذلك قد يسبب أضراراً صحية للمستهلكين". وفي المقابل، يرى أصحاب محلات تجارية تعرض عطوراً بأسعار منخفضة جداً، أن ما "يعرض من عطور ومستحضرات تجميل يجد إقبالاً كبيراً من المستهلكين، لأن أسعارها تتناسب مع مداخيلهم الشهرية"، مشيرين إلى أن "هذه العطور تستورد من عدد من الأسواق الخليجية، وتخضع لرقابة الجهات المعنية في السعودية وإشرافها".