عندما أتحدث عن التجربة الشعرية للشاعر علي الحازمي، أجدني أقف أمام طرق ملتبسة، التباس الشعر... الأهم كيف تتحرر علاقتي بالشاعر، كصديق عزيز. كم اجتمعنا على الشعر، تحاورنا حول الحداثة والكلاسيكية، المألوف وغير المألوف من اللغة، الجمالي وغير الجمالي، الشعري والنثري... وحينما نحتد نعود إلى طهرانية الشعر، نحيد العالم من حولنا، ويصغي كلانا إلى الآخر. أذكر عندما صدر ديوانه الأول" بوابة للجسد"، جاء كغيره من دواوين الشعراء الحداثيين، في التسعينات الميلادية من القرن المنصرم، لقد غابت في موجة الكاسيت، وفطْرُ الكتابات عن الشعر الحديث، ومع هذا كسر الشاعر طوق عزلته. كان بيأسه يسند الكلام، منتظرا وصول امرأة، أظن أنفاسها غبشت صورته في ديوانه الثاني "خسران"، لكنه مسح هذه الظلال في ديوانه الجديد "الغزالة تشرب صورتها"... لقد تحررت الذات من حمولة القدر، وامتثلت الغزالة لإرادة الشاعر، وها هو الغناء يجنح بالروح، والصورة أخذت تقترب، مرة من منابع الطفولة، وأخرى من جناح الأمومة، حتى أفاق معلناً: "كبرنا على الحب يا عائشة"، معترفاً لنا قبل أن يعترف لعائشة، أنه الساكت عن الحب، وهنا يغيب الزمن ويحضر الشعر، وتغيب صورة الغزالة وتحضر صورة الشاعر.