لكل مجتمع عاداته وتقاليده التي تميزه عن أي مجتمع آخر بضوابط وأعراف دينية واجتماعية، يطابق البعض ويخالف أخرى. والرياضة في السعودية حق مشروع لكل ممارس، ولكن يفترض ألا تخرج عن نهج مرتبط بالتقاليد الإسلامية التي تحث على حسن السلوك والتصرف. بل إن بعضاً من هذه السلوكيات السيئة نبذتها كل الأديان والعادات والتقاليد في مجتمع في أي زمان ومكان. ونحن يجدر بنا الترفع عما ساء من السلوك... ومعظم أجواء الكرامة تتجاوز خط مرمى المسؤولين في ادارات الأندية والجماهير واللاعبين بوجه خاص. ويعد اللاعب قدوة للأجيال الناشئة، إذ إن الإعلام بوسائله كافة يتناوله مستعيناً بعدسات المصورين وفلاشات الصحافة، ومن هذه السلوكيات قصات القزع وربط السلسلة حول العنق أو معصم الكف، ولعل أقزع هذه التصرفات المشينة "البصق"، أسوأ ما يقوم به اللاعب باتجاه زميل له في الفريق المنافس أو ضد حكم اللقاء، وبالتالي فإنه يخسر الكثير من هيبته ويقلل من احترامه ويكلف فريقه الكثير، لا سيما إن كان هذا اللاعب عنصراً فاعلاً من مجموعة عناصر يضع المسؤولون عليهم آمالاً عريضة في رسم الصورة الحسنة للنادي. وانتشرت هذه الظاهرة في أنديتنا في الآونة الأخيرة وسبق أن فعلها الثنيان والزهراني، ومنذ أيام كان للاعبي الاتفاق موعد سيئ. فعلها أولاً اللاعب صالح بشير ثم عاود تكرار التجربة المهاجم يسري الباشا وأخذ في حقهما العقاب الرادع على رغم حاجة الفريق إلى خدماتهما لا سيما في المرحلة الحرجة المقبلة. ولكن مثل هذه السلوكيات ستنتهي بهذه الصورة أم الأمر يلزمه اجراء تبعيات أخرى؟! إذ يجب أن يبين اللاعب أنه قدوة ومحط أنظار الجميع وعليه مراقبة نفسه وتصرفاته، إضافة إلى تنويع معارفه ومداركه الثقافية والدينية، واحترام المقابل سواء حكم أو لاعب أو مشاهد. ولا بد من قوانين وعقوبات مدرجة في لائحة الرئاسة صريحة يطلع عليها مسؤولو الأندية واللاعبون وكذلك الوسط الرياضي بصفة عامة. وأخيراً لا بد من وجود المعالج النفسي داخل أروقة النادي، إذ إن له دوراً كبيراً بين اللاعبين. لاعب الأهلي محمد شلية له تجربة طويلة في الملاعب السعودية أكد ان "ْديننا يحثنا دائماً على التجمل بالأخلاق الحميدة، ومن خلال خبرتي واحتكاكي بزملاء، داخل الملاعب السعودية وخارجها إلى أن اعتزلت الكرة، لم أجد أجمل من التحلي بالسلوك الجيد، فهو إشارة واضحة على صاحبه حتى بعد الاعتزال". ويشاركه الرأي لاعب الوحدة المخضرم حاتم خيمي بقوله: "يعتبر اللاعب قدوة لذا عليه الحرص في سلوكياته وملابسه وطرق أحاديثه، ومن يقع في هذه السلوكيات المشينة فأنه يرتكب خطأ في حق نفسه وحق ناديه". وأدلى أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أبو بكر عبدالقادر بدلوه قائلاً: "الرياضة تصقل البدن والعقل، والأخلاق الرياضية مشهورة ومعروفة". وأضاف "التصرفات السيئة التي تحدث من اللاعبين والمدربين والمشاهدين من الجماهير لا بد من عقوبات تطبق بصرامة في حقهم وردعهم عن تكرار ذلك". واستطرد أبو بكر "ما يتنافى مع قيم وأخلاق الدين لا بد من أن توضع فيه لائحة ضمن لوائح العقوبات الموجودة في لجنة الاحتراف، ولا بد من أن تعلن للصحافة، إذ إن العقوبة الرادعة المعلنة تمنع حدوث مثل هذه الفوضى في الملاعب. ويقول أصحاب القانون: "لا جريمة من دون نص يجرم".