في الوقت الذي يفترض أن يكون جميع الإداريين قدوة للاعبين خصوصاً النشء لتربيتهم على الأخلاق وتطبيق مبدأ المنافسة الشريفة واحترام الخصم منذ سن مبكرة نجد ان هناك من يطبق العكس ويرسخ المفاهيم الخاطئة في بسبب خسارة نتيجة مباراة قد لاتسمن ولاتغني. وقبل يومين تابعنا عبر الصحافة المقروءة ما حدث في حائل ومحاولة الاعتداء من إداري النصر ناصر الكنعاني الذي أوقف قبل فترة قبل العفو عنه على حكم مباراة فريقه للناشئين أمام الطائي يحيى العوفي والسؤال كيف ننتظر أن يلتزم اللاعب بالأخلاق وهو يرى الإداري في فريقه يشوه الملاعب بمحاولات الاعتداء والتفوه بالألفاظ النابية، بكل تأكيد أن السلوك الرياضي لدى اللاعب سيكون ناقصاً مالم تكن معدومة تماماً لذلك يصعد الناشئ للفريق الأول وفي ذهنه ما كان يفعله الإداري في فريقه من تصرفات بعيداً عن الروح الرياضية والأسوأ من ذلك أنه لايتخذ بحقه العقاب الرادع الذي يكفل عدم تكرار مثل هذه التصرفات وإذا أوقف لفترة قصيرة (فنصف المدة) هو الأمل الذي سينهي الإيقاف ويجعله يعود وكأن شيئا لم يكن، بل قد يكون أكثر ومساعدة على تحويل الملاعب إلى ما يشبه حلبات المصارعة. مثل هذه التصرفات قد لانستغربها في ظل تعصب البعض والبحث عن المكاسب تارة والتبريرات تارة أخرى من أن فريقه تعرض للظلم وأن الحكم هزمه مع سبق الإصرار ولكنني أستغرب صمت إتحادالكرة على التمادي تجاه مثل هذه التجاوزات التي شوهت المنافسات الرياضية، هل تقبل لجنة الانضباط بذلك؟ وأين اللجنة الفنية؟ كيف يتفرج اتحاد الكرة؟ وهل بند التخفيضات الذي يعتمد عليه بعد انقضاء نصف المدة سيستمر حتى نجد أن الاتحاد مهمته فقط هي الإيقاف ومن ثم العفو دون أن يكون لذلك اثر ايجابي على سلوك الجميع والالتزام بالروح الرياضية؟ أما السؤال الأهم: هل يستحق من أوقف لتجاوزات مرفوضة أن يعود للعمل في الأندية للإشراف على لاعبين صغار يحتاجون إلى شخص يعودهم على الأخلاق قبل كل شيء، أين دور الأندية كمؤسسات تساعد على تربية المجتمع بصورة عامة والرياضي على وجه الخصوص، وهل مهمتها تنحصر فقط بالفوز وغير ذلك يعني (خراب مالطا) في مفهوم الكثير من الإداريين؟ ما حدث في حائل سيحدث في الرياض وتبوك والدمام وجدة وأبها وعرعر والجوف ونجران وبقية المناطق مادام أن عقوبة (نصف المدة) هي التي تطبق بحق المخطئ أياً كانت فداحة تصرفاته والإصرار على تكرارها وغير الكنعاني هناك كثيرون يرون أن العقوبة لاتمنعهم ولكنها تشجعهم على المضي قدماً لتشويه ملاعبنا.