ستبقى أنظار جميع السعوديين تترقب يوم التاسع من شباط فبراير الذي سيصادف خوض المنتخب السعودي الأول لكرة القدم أول لقاءاته ضمن تصفيات قارة آسيا النهائية المؤهلة لكأس العالم عندما يلاقي نظيره المنتخب الأوزبكساتني ضمن مباريات المجموعة الأولى. وستبقى الفترة الفاصلة حتى ذلك اليوم بين مد وجزر للجماهير السعودية التي بدأت بفقدان الثقة في منتخبها، والذي لم يعترض منذ عام 84 وحتى 2004 إلى سقطات كما تعرض لها الآن بخروجه ولمرتين متتاليتين من مناسبتين مهمتين هما بطولة أمم آسيا ودورة خليجي 17, إذ كان المنتخب السعودي يتعرض في السابق لكبوة واحدة بعدها يعود للركض مجدداً, كما حصل في لبنان 2000 في البطولة الآسيوية ثم عاد وحقق الخليجية 15 التي أقيمت في الرياض، وعاد بعدها للسقوط في عام 2002 في كوريا واليابان في نهائيات كأس العالم ليعود قوياً بعدها في بطولتي كأس العرب وخليجي 16 اللتين. اقيمتا في الكويت وحقق لقبهما. ولكن ماحدث في عام 2004 أدخل الرعب في القلوب كافة حيث لم تتعود الجماهير مشاهدة فريقها خارج المباراة النهائية لقارة آسيا وهي التي ظل الأخضر ملازماً لها طوال 20 عاماً، حقق خلال المرات الخمس التي لعبها ثلاث بطولات وفشل في نهائيين امام اليابان في اليابانولبنان. ولكنه عاد قوياً على رغم حداثة تكوين المنتخب مع الهولندي مدرب المنتخب السابق فاندروليم وخطف كأس العرب بكل اقتدار، ثم عاد لمكان نفسه وحقق بطولة خليجي 16، وازدادت المخاوف السعودية بتزايد الإخفاقات في ظل العجز الذي يواكب أهم خطوط الفريق الهجوم الذي كان يعج بقائمة كبيرة لم يجد معها أي مدرب للأخضر مشكلة بمن سيلعب في ظل وجود ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان ويوسف الثنيان وسامي الجابر وفهد الغشيان وفهد المهلل وسعيد العويران وحمزة ادريس. وتحول الأمر إلى شح للمواهب، حيث يقتصر خط الهجوم على وجود ياسر القحطاني في ظل الاصابة التي تلاحق طلال المشعل، وتراجع مستوى مرزوق العتيبي الذي كانت بدايته في بطولة القارات التي اقيمت في المكسيك ليختفي بعدها، بعد انتقاله للاتحاد في اكبر صفقة في تاريخ كرة القدم السعودية آنذاك. ولا تبدو المهمة مستحيلة امام نجوم السعودية لتجاوز سقطاتهم بتأهلهم للمرة الرابعة على التوالي وحجز إحدى البطاقات الأربع والنصف المخصصة لقارة آسيا. فالمجموعة التي تضم الأخضر السعودي يمكن وصفها بالصعبة ولكنها غير مستحيلة، ولاسيما ان المباريات ستقام بطريقة الذهاب والاياب، وسيحاول السعوديون الاستفادة من عامل الاجواء بخاصة في لقائهم الأخير الذي سيواجه فيه الكوريون السعودية خلال شهر آب أغسطس، والاستفادة من الرطوبة العالية في مدينتي جدة أو الدمام التي بالتأكيد ستجعل الكوريين يسلمون زمام المباراة للسعودية حتى قبل ان تبدأ، ويندبون حظهم بتوقيت المباراة، ويبقى على لاعبي الأخضر المحاولة لجمع النقاط والخروج بنقطة على أقل تقدير من كوريا. اما المنتخب الكويتي فليس بذلك المنتخب القادر على تجاوز المنتخب السعودي في ظل تجهيز مسؤولي الأخضر من الناحية النفسية وفي ظل التفوق المهاري والفني لنجوم السعودية تقابله إجادة الكويتيين للمراوغة بخاصة بما يتعلق بالنواحي الاعلامية التي اثبتت تأثيرها الكبير طوال تاريخ لقاءات المنتخب على مختلف الأصعدة، إلا أن ما يخفف وطأة هذا الأمر هو ان غالبية اللقاءات التي جمعت الفريقين خارج إطار البطولات الخليجية جاءت نتائجها لصالح الأخضر. ويبقى المنتخب الاوزبكستاني الذي قد يكون أمل المنتخبات خصوصاً من حيث الترشيحات ومع ذلك فإن الغموض يكتنفه على رغم وجود لقاءات سابقة كان آخرها اللقاء الذي فازت فيه اوزبكستان يوم الرابع من تموز يوليو بهدف من دون مقابل. كل تلك الأمور والمعطيات تغيرت في ظل دخول وجوه جديدة للمنتخب مثل الأرجنتيني كالديرون المدرب الجديد الذي ستكون نتائجه مع المنتخب تحت الأضواء بعد ان يكون أخذ فرصته بالكامل، الذي يأمل في الوقت نفسه تكرار إنجاز مواطنه خورخي سولاري الذي حقق اكبر إنجاز للكرة السعودية في نهائيات كأس العالم 94 في أميركا عندما فاجأ لاعبو السعودية العالم وتأهلوا لدور الستة عشر بفوزين على المغرب وبلجيكا، قبل ان يخرجوا امام السويد.