أيها السادة... أنتم ترون فريق الاتفاق الذي تدهور حاله وأصبح في قاع ترتيب فرق الممتاز... فقبل أن أخوض في أي أسباب وتبريرات غير مفيدة، وددت أن أعطيكم فكرة عن الاتفاق وتاريخه ككيان. بداية، هل تعرفون أن الاتفاق هو النادي السعودي الذي كان يلعب بشعاره الأبيض والأخضر، والذي بقدرة قادر أصبح شعاره أحمر وأخضر، وذهب شعاره الأصلي عنوة الى ناد شقيق... ومن غير ليه...! وهو الذي أحرز أول بطولة خارجية على الإطلاق في تاريخ المملكة وتاريخ أنديتها السعودية بطولة الخليج مرتين، وفاز على منتخب الكويت ممثلا في نادي العربي ونادي كاظمة. وهوأول فريق سعودي أحرز بطولة العرب مرتين أيضاً... وهوالفريق الذي قدم لنا الأسطورة عبدالله يحيا، الذي أصبح بقدرة قادر لاعباً أهلاوياً... ومن غير ليه!! وقدم لنا المدرب الأسطورة خليل الزياني ليفوز بأول بطولة في تاريخ المنتخب السعودي ? كأس آسيا.. وقدم لنا صالح خليفة، الذي على الرغم من عدد الأهداف والتمريرات التي أهداها لمهاجمي المنتخب مثل ماجد عبدالله والتي سجل منها أهدافاً ولا أروع، ومع أنه كان أكبر وأقدم لاعبي المنتخب سناً، إلا أنه لم يعط شارة الكابتنية، التي كانت دائماً ما تكون على ذراع صالح النعيمة الذي يصغره سناً بأكثر من خمس سنوات... ومن غير ليه!! الاتفاق أيها السادة هو أكثر الفرق تضرراً من إجراء المباريات النهائية التي يخوضها على أرض خصومه! من دون قرعة... ومن غير ليه! وهو الفريق الوحيد الذي تعرض لأقسى أنواع الظلم التحكيمي في تاريخ الكرة السعودية بشهادة النقاد الرياضيين.. وبشهادة كل محايد، بل وبشهادة كثير من الحكام المعتزلين وغير المعتزلين...! ومن غير ليه! الاتفاق هو الفريق الوحيد الذي تعرض إلى تهميش إعلامي واجتماعي مدمر لأقوى المعنويات النفسية على الإطلاق، سواء على الصفحات الرياضية، أو على ألسنة كثير من المعلقين الرياضيين الذين طالما تحدثوا عنه بطريقة كما لو كان الاتفاق فريقاً أجنبياً أو غير سعودي، ومن دون أي تحفظ!.. ومن غير ليه..!!! وبغض النظر إن كان هذا الظلم الذي تعرض له الاتفاق متعمداً أو غير متعمد، فإن هذا الظلم لهذا الكيان النموذجي الرائع، كان كافياً لتدمير قاعدته الجماهيرية التي كانت تهز الملاعب هزاً حتى في خارج أرضه... وكان هذا الظلم كافياً لابتعاد غالبية أعضاء شرفه الداعمين وتفرق كلمتهم....، لأنهم أدركوا أنهم كانوا يكتبون على الماء... وأن الظروف كلها أصبحت ضد كيانهم "الاتفاق"... وكل هذا... من غير ليه!! الاتفاق الذي كان يدك حصون من يسمون "بالأربعة الكبار"... تدهور حاله فقط لأنه كان ناجحاً...! ونجح من دون أن يستعين بصفحات رياضية تسخر له وتمجده... ومن دون أن يستعين بأي من أهل "العضلات"... ولهذا، تجمعت على الاتفاق عوامل عدة جعلت منه نادياً مغلوباً على أمره...، لا يهز شعرة في رأس لجنة حكام، أو لجنة عقوبات، أو لجنة فنية... أو حتى شعرة في رأس صحافي أصلع... لا يعرف من الصحافة سوى أن يخدم "معازيبه" في الفرق التي تحلق رؤوس بل "شنبات" وتاريخ ومستقبل كل من يتجرأ ويقف حجر عثرة لأنديتهم "الكبيرة"!! ومن غير ليه! نعم، انتكاسة فريق الاتفاق اليوم قد تبدو بسبب ظروف فنية بداية من موضوع تغيير المدرسة التدريبية وموضوع تخاذل بعض اللاعبين، وعدم التوفيق في اختيار اللاعبين الأجانب، وانتهاءً بموضوع نقصان الموارد المالية وقلة الدعم الشرفي... ولكن الموضوع أيها السادة له جذور أكبر من ذلك بكثير..، فعصرنا لم يعد عصر الفن والإبداع والنموذجية،..بل هو عصر القوّة والمال فقط، أما الاتفاق وأمثاله من الفرق، فالله حسبهم.. ومن غير ليه...! [email protected]