لهذا العنوان معنى رائع، فقد احتار العلماء في استنبات وردة سوداء، وبالأحرى سمراء، لكنهم فشلوا، على رغم التطور المذهل لعلم التهجين والوراثة. ربما لأنه لا وجود إلا لوردة سمراء واحدة حول العالم ذبلت اليوم وهوت، لكن بالمادة فقط وتوهجت بالروح كنجمة الصبح البيضاء في سماء جنوب أفريقيا. مانديلا... يا نجمة الصبح في سماء أفريقيا ثم في سماء العالم أجمع... وأجمل سني العمر التي ضاعت في الشقاء والعذاب وراية الانسانية البيضاء مرفوعة. وأجمل سني العمر التي ضاعت في السجن بين الوحوش والزبانية. وأجمل سني العمر التي أوصلت حبيب الشعب الى سدة الرئاسة. لقد عاشوا حياتهم ورأوا أولادهم يكبرون وجنوا الذهب والألماس وعاشروا خليلاتهم ودخنوا السيجار الكوبي وشربوا في يخوتهم وحول برك السباحة في قصورهم أطيب المشروبات لينسوك. لكن عبثاً فقد كانت ابتسامتك تتحدى كل الظلم في العالم، أكلوا ألذّ الطعام وشربوا واستمتعوا في الوقت الذي كنت تهب طعامك لسجّانيك. بعد أن أوصلك الشعب الى سدة الرئاسة ونصف من أوصلك هم من البيض كان بإمكانك أن تقتص من جلاوزتك على قدر ما فعلوا... لكن ولأنك صرح من الانسانية فقد عفوت. لن أقول أنه بغيابك هوى صرح من الانسانية بل أقول إن تعاليمك شيدت صروحاً لن تقوى على هدمها كل سواعد الشر. حياتك صروح من المجد وطريق مضيء يؤدي الى وحدة الأرض. تستحق وبجدارة عبارة "الى الأبد". وداعاً مانديلا يا وردة الأرض السوداء النادرة، ويا نجمة الصبح في سماء كوكبنا الجميل...الأرض. آرا سوفاليان - سورية