يعقد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون جولة ثانية من المفاوضات في فندق الملك داود في القدس الغربية اليوم، وسط إعلان إسرائيلي عن المزيد من مشاريع البناء في المستوطنات والإفراج فجراً تحت جنح الظلام عن 26 أسيراً فلسطينياً بناءً للتفاهمات التي سبقت استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. راجع ص 6 وكشف مسؤولون فلسطينيون ل"الحياة"عن أن جلسة المفاوضات الثانية ستركز على مطالبة إسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب الاتفاقات السابقة. وقال مسؤول رفيع إن الوفد الفلسطيني سيطالب بوقف البناء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدسالشرقية، وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق السلطة التي أعادت احتلالها عقب بدء الانتفاضة عام 2000. وقال إن تنفيذ إسرائيل التزاماتها يشكل مدخلاً مهماً لإنجاح المفاوضات التي ستبحث ملفي الحدود والأمن. وأضاف"أن الاتفاق الوحيد الممكن هو اعتراف إسرائيل بحدود عام 1967". وأعلنت السلطات الإسرائيلية أمس عن مشروع لبناء 900 وحدة استيطانية في مستوطنة"جيلو"على أراضي القدسالشرقية وبيت لحم. وجاء هذا الإعلان بعد يوم من إعلان مماثل عن إقامة 1200 وحدة استيطانية منها 800 وحدة في القدسالشرقية. وسبق هذا الإعلان إعلان آخر عن إدراج 90 مستوطنة يهودية في الضفة الغربية بما فيها القدس ضمن مناطق الأفضلية القومية في مشاريع الخدمات. وأفادت الإذاعة العامة بأن استئناف المفاوضات يتم في ظل توتر عام في العلاقات بين الجانبين على خلفية إقرار البلدية الإسرائيلية للقدس بناء الوحدات السكنية الجديدة. وكانت المحكمة الإسرائيلية العليا رفضت ظهر أمس التدخل في قرار اللجنة الوزارية الإفراج عن الأسرى بداعي أن المسألة سياسية وأن اللجنة اعتمدت"اعتبارات معقولة"، لكن ملاحظةً لأحد القضاة الثلاثة تُنذر باحتمال أن تتدخل المحكمة عند إقرار أسماء الدفعات الثلاث المقبلة التي ستشمل 78 أسيراً آخر خلال الشهور الثمانية المقبلة في حال شملت أسرى من القدس وعرب الداخل وربما رفض الإفراج عنهم بداعي أن مسألتهم تختلف عن أسرى مناطق عام 1967 بصفتهم"مواطنين إسرائيليين". وعمدت إسرائيل إلى أن يكون الإفراج عن الأسرى تحت جنح الظلام للتخفيف من احتفالات استقبال الأسرى من جانب ذويهم وأبناء شعبهم، وعدم إظهار الإفراج نصراً لهم. وقررت عدم نقلهم بحافلة واحدة إنما في سيارات تابعة ل"مصلحة السجون"مغلقة بلا نوافذ ستقلهم إلى أراضي الضفة الغربية والحدود مع قطاع غزة. إلى ذلك، نقلت صحيفة"معاريف"عن مصدر رسمي رفيع قوله إن الحكومة الإسرائيلية تعتزم مواصلة نشر عطاءات لبناء وحدات سكنية جديدة في المستوطنات عشية كل عملية إفراج عن أسرى من العمليات الثلاث المتوقعة خلال أشهر المفاوضات، ضمن سياسة جديدة وضعتها تحت عنوان"أسرى في مقابل شقق سكنية في المستوطنات"مضيفاً أنه في كل مرة سيتم تبليغ واشنطن ورام الله بذلك. وحول الاجتماع المتوقع اليوم، أفادت الإذاعة العامة بأنه تم الاتفاق على أن يتم بسرية تامة ومن دون إصدار بيان مشترك في نهايته. وعكس وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون توجه إسرائيل التشكيكي نحو نجاح المفاوضات إذ قال أمس إن"إسرائيل تحاول منذ 20 عاماً التوصل إلى تسوية صراع عمره 120 عاماً. وأضاف"يمكنكم أن تسمعوا من نبرة كلامي تشكيكنا في نجاح الجهود لكننا قررنا منحها الفرصة".