تفرج إسرائيل اليوم عن 26 أسيراً فلسطينياً في إطار ما وصفته ب"لفتة طيبة"تجاه السلطة الفلسطينية تسبق المفاوضات المقرر أن تستأنف غداً في حال عدم تنفيذ السلطة تهديدها بالانسحاب منها احتجاجاً على مشاريع الاستيطان الجديدة التي أحرجت الرئيس محمود عباس، وأدت إلى اتساع نطاق الانتقادات في صفوف الفصائل، وحتى داخل القيادة الفلسطينية. تزامن ذلك مع إحباط فلسطيني بعد الكشف عن قائمة الأسرى الذين سيطلق سراحهم، والتي خلت من أسرى مقدسيين وآخرين من عرب ال 48، وضمت أسرى بقيت على مدة محكوميتهم أشهر أو أعوام قليلة. راجع ص 6 وتشمل قائمة الأسرى 25 أسيراً اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو عام 1993، إضافة الى أسير واحد اعتقل بداية الانتفاضة الثانية عام 2011، كما أن 14 من الأسرى هم من سكان قطاع غزة، و12 من الضفة الغربية. وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس إن القائمة الأولى من الأسرى"محبطة لأنها لم تتضمن أياً من أسرى الداخل الفلسطيني والقدس، ولم تراع إسرائيل فيها معيار الأقدمية". وأضاف أن"من بين الأسرى نحو خمسة سينهون فترات حكمهم في غضون الأشهر او السنوات القليلة المقبلة، ونحن نطالب بأن يجري أولاً إطلاق الأسرى الأقدم، والأسرى المحكومين بالسجن المؤبد". وجاء أقسى ردود الفعل من النائب في الكنيست عن"الحركة الإسلامية الجنوبية"الشيخ ابراهيم صرصور الذي وصف في بيان شديد اللهجة قائمة الأسرى ب"الفضيحة المجلجلة"، وقال إن انفراد إسرائيل بتحديد الأسماء"وصمة عار في جبين سلطة رام الله ... وفشل ذريع ومريع لملف المفاوضات منذ البداية"، خصوصاً"بعد اللطمات الأخيرة التي وجهتها إسرائيل إليه، سواء في موضوع الاستيطان"أو في ملف الأسرى. في الوقت نفسه، طالب عدد من أعضاء القيادة الفلسطينية عباس بالرد على الخطط الاستيطانية الجديدة بالانسحاب من المفاوضات ووضع الراعي الأميركي والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته. من جانبه، قال رئيس الوفد المفاوض الدكتور صائب عريقات في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية إن الجانب الفلسطيني يدرس حالياً إمكان عدم المشاركة في مسيرة التفاوض رداً على استمرار البناء الاستيطاني. وتنظر عائلات الأسرى الإفراج عن أبنائها بفارغ الصبر، فيما تشير تقديرات مختلفة الى أن إسرائيل ستنفذ عملية الإفراج في ساعات متقدمة من ليل الثلثاء - الأربعاء على أمل مراكمة صعوبات أمام الأسرى وذويهم في تنظيم احتفالات استقبال"تستفز الإسرائيليين"، مثلما تعمدت اللجنة الوزارية الإسرائيلية الخاصة إعلان قائمة الأسرى في ساعات متقدمة من مساء أول من أمس على أمل ألا تتمكن الصحف أمس من تخصيص صفحاتها الأولى لتغطية موسعة من خلال التوجه الى عائلات إسرائيلية لتروي قصة قتلاها، وفق صحيفة"هآرتس". في غضون ذلك، أُعلن أمس أن الأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام داخل السجون الإسرائيلية منذ 100 يوم، علقوا إضرابهم بموجب اتفاق جديد مع إسرائيل ينص على تحقيق مطالب الأسرى الحياتية كافة، خصوصا ما يتصل بزيارات ذويهم، من دون ان ينجحوا في تحقيق مطلبهم الأساسي بنقلهم إلى سجون بلدهم لقضاء ما تبقى من محكومياتهم. ويبلغ عدد الأسرى المضربين عن الطعام 5، على رأسهم الأسير عبدالله البرغوثي المنتسب إلى حركة"حماس".