رفعت الشرطة السريلانكية أمس، حظر التجول الذي فُرِض على ضاحية في العاصمة كولومبو، حيث تخشى الأقلية المسلمة وقوع مزيد من العنف بعدما هاجمت مجموعة يقودها بوذي مسجداً، ما أجّج توتراً دينياً. وكانت الشرطة نشرت مئات من عناصرها ومن وحدات القوات الخاصة وفرضت حظر تجول في حي في كولومبو السبت، بعد الهجوم على المسجد، ما أدى إلى جرح 4 أشخاص. وأعلن ناطق باسم الشرطة أنها ستبقى متأهبة في المنطقة، قائلاً:"رفعنا منع التجول، لكن لدينا وجود قوي في المنطقة". وأشار فطين فاروق رئيس"جمعية علماء كل سيلان"، وهي هيئة تضم رجال الدين المسلمين في سريلانكا، إلى أن الهجوم وقع بعد 5 اشهر على حملة معادية للمسلمين بلغت ذروتها بإحراق محلين تجاريين يملكهما مسلمون خارج العاصمة. وأفرجت الشرطة عن 3 رهبان بوذيين و14 آخرين في إطار التحقيقات في الهجمات التي حدثت في آذار مارس الماضي. وقال:"فوجئنا إذ اعتقدنا بأن الأمور بدأت تهدأ منذ ذلك الحين. بهذا الهجوم نشعر بقلق مجدداً، ونرى أن العداء للمسلمين يميل إلى الاستمرار". ولفت إلى أن"الحكومة بذلت جهوداً ضخمة لتهدئة الوضع، لكن الحادث وقع فجأة، وهذا يقلق المسلمين". كما أبدى"مجلس مسلمي سريلانكا"الذي يضمّ جمعيات مسلمة للمجتمع المدني قلقه، لافتاً إلى أن الهجوم وقع على رغم تأكيد السلطات الإبقاء على مسجد جديد في المنطقة، على رغم احتجاجات معبد قريب للبوذيين. وقال رئيس المجلس:"نُشرت الشرطة لحماية المسجد، لكن الحراس لم يتمكنوا من تطبيق القانون والحفاظ على النظام، والمسلمون قلقون جداً على سلامتهم". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن"مسؤول أمني"، أن البوذيين اعترضوا على المسجد الجديد الذي أُقيم في مكان كان موقع عبادة لهم وهُدم لإتاحة أعمال بناء جديدة. وأضاف أن"المعبد البوذي اعترض على نقل موقع المسجد وبدأت الاضطرابات السبت لدى بدء الصلوات في المسجد". وقال شهود إن أجراس المعبد البوذي قُرعت قبل أن يهاجم عشرات الرجال المسجد ويرشقوه بحجارة ثم يضربوا المصلين. وأشار الشهود إلى تضرر منازل في المنطقة. وفي آذار الماضي، أعلن رجال دين مسلمون شطب عبارة"حلال"من المواد الغذائية، باسم"السلام"، بعد حملة مقاطعة أطلقها بوذيون متشددون.