طوال عقود، تربعت باربي على عرش الدمى في العالم، لكنها اليوم تكافح من اجل الحفاظ على مكانتها. ولا أوجه شبه بين باربي - صاحبة العينين الزرقاوين والشعر الأشقر والساقين الطويلتين وأيقونة الموضة- ومنافساتها. ولا تتسم الدمى"الشابة"بمعايير الجمال القديمة التي اقترنت بالنجمة"المسنة". ودمى"مونستر هاي"هي على شاكلة مراهقات، وتحاكي ذرية المسوخ مثل دراكولا أو فرانكشتاين. وشعر"مونستر هاي"زهري اللون فاقع، مثل لون السكريات، وتتخلله خصل خضراء. وهي ترتدي أحذية عالية الكعب الصفيق وتنانير قصيرة طبعت عليها جماجم. ويتعاظم الإقبال على دمى تحمل أسماء مثل دراكولورا وإيك آبي بومينبل. وعلى سبيل المثل، كانت باربي طوال ستة أعوام رفيقة لعب أوليفيا ابنة السنين العشر، لكنها قبل عام، ضمت دمى"مونستر هاي"إلى نادي ألعابها. و"التعايش"بين"مونستر هاي"وباربي ممكن. فأوليفيا تسخّر"مونستر هاي"لخدمة دميتها الأولى، باربي. وليس فقدان باربي"نجوميتها"مفاجئاً. فمنذ أبصرت النور في 1959- وكانت يومها أول دمية عارضة أزياء- وهي تواجه منافسين وتثير جدلاً. ولا شك في أن باربي لا تزال ملكة سوق الدمى وتحتل موقع الصدارة. وتحرز سنوياً شركة"ماتيل"المصنعة لها أرباحاً مقدارها 1.3 بليون دولار، لكن نسبة بيع باربي انخفضت العام الماضي، ثم ارتفعت 6 في المئة خلال العام الجاري. وبلغت"مونستر هاي"- وهي من صناعة"ماتيل"كذلك - المرتبة الثانية في سلم مبيعات الدمى 500 مليون دولار، على رغم أن عودها لا يزال طرياً، فهي في عامها الثالث. ولا تقتصر"المتاعب"التي تواجهها باربي على منافسة"مونستر هاي". فسهام النقد توجه إلى مقاييس جسمها. والدمية البالغة 54 سنة متعددة الأدوار. فهي كانت في بداية مسيرتها عارضة أزياء، ثم صارت رائدة فضاء ومهندسة وأميرة. لكن الأدوار النسائية الرائدة هذه لم تبدد الانتقادات. وقبل أيام، نشر الفنان نيكولاي لام صوراً تظهر مظهر باربي لو حاكت مقاييس ابنة 19 سنة"فعلية". وبدت أقرب إلى الاكتناز، وانتشرت هذه الصور على مواقع عالمية مثل"سي أن أن"و"تايم"، وأحيت النقاش حول اثر الدمية النحيلة في صورة الفتاة عن جسمها. وعلى رغم هزال دمى"مونستر هاي"، تظهر في حلة ال"بانك"، أي المختلف. وهي تطمئن الفتاة إلى جواز كونها مختلفة. وجمهور"مونستر هاي"أكبر سناً نسبياً. وتبدو باربي على أنها دمية الصغيرات، لذا تستبدلها الفتيات على أبواب المراهقة ب"مونستر هاي". وكانت باربي تسوَّق على أنها دمية الأطفال في سن بين الثالثة والتاسعة. ولكن في الأعوام ال15 الأخيرة، صارت تسوّق على أنها دمية الفتيات في سن بين الثالثة والسادسة، يقول جيم سيلفر، محلل الدمى في موقع"تايمتوبلايماغ". وهو يرى أن الفتيات الأكبر سناً يتوجهن إلى ألعاب أو أجهزة إلكترونية أو إلى دمى مثل"مونستر هاي"المخصصة لمن هم في سن بين السادسة والثالثة عشرة. ويميل أطفال اليوم إلى رفع شارات مرحلة المراهقة قبل بلوغها. لذا، تلقى"مونستر هاي"رواجاً كبيراً. ففي الماضي، درج جيل أمهات فتيات اليوم، على اللعب بباربي إلى سن الثالثة عشرة تقريباً. ولكن جيل البنات ينفطم عن باربي في سن أكثر إبكاراً. وقبل 12 سنة، اختبرت باربي كذلك فتور الفتيات في الإقبال عليها. ويومها، واجهت منافسة دمية براتز. وكان مظهر الدمية هذه استفزازياً. فهي ترتدي سراويل"ساحلة"خفيضة الخصر تكشف عن سرتها، ووجهها مزين بكثير من المكياج. ولكن نجم براتز أفل في 2005. فعادت باربي إلى التألق. وقد تلقى"مونستر هاي"مصير براتز. وليست إطاحة باربي في المتناول. فهي"ماركة"قديمة في عالم صناعة الدمى. ويرى مدير"ماتيل"أن طرح"مونستر هاي"في السوق رفع المنافسة في سوق الدمى وحرك القطاع. * عن موقع"هوفينغتون بوست"الأميركية، 18/7/2013، إعداد م.ن.