في أول حادثة اغتيال تستهدف ناشطاً سورياً موالياً للرئيس السوري بشار الأسد، اغتال مسلحون مجهولون فجر أمس الكاتب والمحلل السياسي السوري محمد ضرار عبد الساتر جمو بإطلاق النار عليه فور وصوله الى منزله الكائن في ضهور بلدة الصرفند قضاء قرى صيدا - الزهراني حيث مسقط رأس زوجته اللبنانية سهام يونس. وفي معلومات خاصة ب"الحياة"ان جمو الذي يشغل أيضاً منصب رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب كان عائداً من إفطار في صور برفقة زوجته وابنته فاطمة 18 عاماً، ولدى وصوله الى منزله الذي يقع في الطبقة الأولى من بناية حسنين، قام ومعه زوجته وابنته بنقل حاجات منزلية كانت موجودة في صندوق سيارته، ثم عاد ثانية الى سيارته، لينقل ما تبقى من حاجات في صندوقها، لكن سرعان ما لحق به عدد من المسلحين لم يتم التأكد من عددهم ودخلوا معه الى صالون المنزل وأمطروه على مرأى من ابنته ب 23 طلقة من رشاش حربي كان في حوزتهم أصابت أنحاء مختلفة من جسمه وأدت الى مقتله على الفور. وأضافت المعلومات ان جمو وزوجته وابنته وصلوا الى منزلهم في الثانية وعشر دقائق فجر أول من أمس وأن اغتياله استغرق ثواني معدودة وتردد أن شخصين سوريين كانا في هذه الأثناء غارقين في النوم في المنزل استيقظا مع صراخ زوجته وابنته التي أصيبت بانهيار عصبي بعدما شاهدت والدها مخضباً بدمائه. ولم تؤكد المعلومات ما إذا كان السوريان من مرافقي جمو أو انهما حلاّ ضيفين عليه. وسمع جيران جمو، وفق إفاداتهم الأولية التي أدلوا بها أمام مسؤولي الأجهزة الأمنية فور وصولهم الى مسرح الجريمة إطلاق نار غزيراً لكنهم آثروا عدم الخروج من منازلهم الا بعد ان اشتد صراخ الزوجة والابنة فتوافدوا الى المنزل. وقالت مصادر أمنية رسمية ل"الحياة"إن جثة جمو بقيت ملقاة على الأرض حتى الخامسة فجراً ولم يتم نقلها الى مستشفى علاء الدين في الصرفند إلا بعد أن تم الكشف عليها من قبل رجال الأدلة الجنائية والاستقصاء، إضافة الى معاينتها من الطبيب الشرعي عفيف خفاجة الذي أشار في تقريره الى أن جمو أصيب بحوالى 20 طلقة في أنحاء مختلفة من جسمه. ولفتت الى ان رجال الأدلة الجنائية بادروا الى رفع البصمات عن سيارته ومدخل البناية وغرفة الجلوس حيث قتل. ونفت ان تكون ابنة جمو أصيبت بطلقات نارية، وقالت انها أصيبت بصدمة نفسية وانهيار عصبي جراء مشاهدتها والدها يفارق الحياة مخضباً بدمه. وأكدت عدم وجود موقوفين للاشتباه بعلاقتهم باغتيال جمو، وقالت ان جيرانه لم يتمكنوا من تحديد عددهم. وأضافت ان القوى الأمنية عثرت صباحاً على سيارة متوقفة في طريق فرعية على مقربة من منزله، من نوع مرسيدس فضية اللون مستأجرة من أحد مكاتب تأجير السيارات اوقف مستأجرها ويدعى"م - ن"للتحقيق، لكن أُفرج عنه لاحقاً لعدم وجود أدلة ضدهً. وأوضحت ان منزل جمو يقع في أطراف بلدة الصرفند وهي منطقة مفتوحة على احراج وبساتين ومتداخلة مع بلدات مجاورة أبرزها البابلية في القضاء نفسه. ولم تستبعد ان يكون الجناة استخدموا الطرق المؤدية الى هذه البساتين غير المأهولة للوصول الى منزل الضحية. ونقلت المصادر عن زوجة جمو انه كان عاد من سورية الى لبنان قبل خمسة أيام، وانها لاحظت في الفترة الأخيرة التي رافقت عودته تحركات لم يسبق لها مشاهدتها من قبل عندما كان يتردد الى منزله في ضهور الصرفند وهذا ما ولد لديها حالة من القلق على زوجها. وقالت المصادر إن رجال الأدلة الجنائية كشفوا على منطقة البساتين المؤدية الى منزله بحثاً عن آثار أقدام أو أدلة يمكن ان يكون الجناة خلفوها. وأكدت أن معظم الكاميرات الموضوعة في المنطقة القريبة من منزله معطلة وأن واحدة ما زالت تعمل لكنها لم تلتقط أية صور واضحة. وأوضحت المصادر أن جمو كان يتردد الى لبنان قبل اندلاع الاشتباكات في سورية ليقيم في الصرفند، لكنه أخذ يكثر من تردده فور اندلاعها خصوصاً أنه يقوم بالدفاع عن النظام في سورية عبر التلفزيونات المحلية والفضائيات العربية. وأدى اغتيال جمو الى إرباك في صفوف محازبي حركة"أمل"و"حزب الله"باعتبار انهما يتمتعان في المنطقة التي وقعت فيها الجريمة بنفوذ سياسي وشعبي ما دفعهما الى إقامة حواجز في الطرق الفرعية للتدقيق في هويات المارة وأصحاب السيارات للتحقق من أوراقهم الثبوتية فيما لزم عدد كبير من العمال والنازحين السوريين أماكن سكنهم خوفاً من تعرضهم لردود فعل على اغتيال جمو. وفور شيوع خبر اغتيال جمو، توافدت الى منزله، لتعزية زوجته، وفود حزبية وسط استنكار في البلدة لهول الجريمة، مع إصرار الزوجة على دفنه في الصرفند فيما تفضل السلطات السورية - كما علمت"الحياة"من مصادر حزبية - أن يدفن في دمشق ليقام له حفل تأبيني رسمي وشعبي برعاية النظام. يذكر ان جمو من مواليد العام 1969 من كفر تخاريم - سجل القيد ارمناز - في حلب وكان انتسب قبل سنوات الى حزب البعث العربي الاشتراكي في سورية.