مع بدء الرئيس الصيني شي جينبينغ جولته الأولى على القارة الأميركية بزيارة ترينيداد وتوباغو، قبل أيام من لقائه نظيره الأميركي باراك أوباما في كاليفورنيا الجمعة والسبت المقبلين، شدد وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الضغط على بكين عبر اتهامها بالتجسس إلكترونياً على بلاده. وكرر أن الاقتطاعات في موازنة البنتاغون لن تؤثر في الإستراتيجية الأميركية لآسيا - الهادئ، التي تهدف إلى تعزيز الوسائل الأميركية في مواجهة تنامي القوة العسكرية للصين في هذه المنطقة. وطلبت الصين من الولاياتالمتحدة أمس الكف عن التدخّل في شؤونها، بعدما دعتها واشنطن إلى تحمّل كامل المسؤولية عن قمع تظاهرات ساحة تيانانمين في عام 1989 عشية ذكرى تلك الأحداث. وقال هاغل أمام أبرز مسؤولي الدفاع في آسيا، وبينهم خمسة نواب لقائد الجيش الصيني الجنرال تشي جيانغو، خلال المنتدى السنوي حول الأمن في سنغافورة:"أبدت الولاياتالمتحدةمرات قلقها من التهديد المتزايد لعمليات الاختراق الإلكترونية التي يبدو أن بعضها يرتبط بالجيش والحكومة في الصين". وزاد:"يجب أن نعترف بالحاجة إلى قواعد سلوك مشتركة في مجالات عدة، وتشكيل مجموعة عمل أميركية - صينية حول الإنترنت أمر إيجابي". جاء ذلك بعد أيام على كشف واشنطن نجاح قراصنة صينيين في اختراق أنظمة معلوماتية، تتضمن معطيات لأنظمة أسلحة أميركية، في إطار حملة واسعة للتجسس الإلكتروني، وهو ما نفته بكين. وفي تحذير مبطّن، أكد هاغل أن بلاده ستواصل"إعادة التوازن"في الوسائل العسكرية الأميركية في آسيا ? الهادئ، على رغم اقتطاع 500 بليون دولار من موازنة البنتاغون على مدى عشر سنوات. وقال"من التهور تصور أن التزامنا في آسيا لا يمكن أن يستمر، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أنه حتى في أسوأ السيناريوات المرتبطة بالموازنة، ستبقى نسبة إنفاق الجيش الأميركي تمثل 40 في المئة من نفقات الدفاع العالمية". وسيتمركز نحو 60 في المئة من السفن الأميركية في المحيط الهادئ في المستقبل، كما ستنشر أحدث منظومات الترسانة الأميركية في المنطقة، وبينها قاذفة ذات شعاع عمل طويل، وغواصة هجومية إضافية في غوام وطائرات"أف 35"، بينما ستتواصل التدريبات مع قوات آسيوية. لكن هاغل لمّح إلى أن زيادة الاتصالات بين العسكريين الأميركيين والصينيين تثير الأمل بإضفاء"وضوح على النيات الإستراتيجية لكلا الجانبين"، علماً أنه سيستقبل وزير الدفاع الصيني شانغ وانكوان في البنتاغون خلال آب أغسطس المقبل. وكرر ترحيب واشنطن بتحمّل الصين مسؤولياتها في المنطقة، مشدداً على ضرورة بناء علاقة إيجابية وبناءّة معها باعتبارها"جزءاً مهماً"من إعادة التوازن التي تتبعها بلاده مع آسيا. ولفت إلى أن الإستراتيجية الأميركية ليست موجهة ضد الصين، لكن عضو الوفد الصيني الجنرال ياو يونجو أعلن عدم اقتناع بكين بهذا الأمر. ودعا هاغل إلى معالجة الخلافات بين الولاياتالمتحدةوالصين في شأن حقوق الإنسان وسورية وقضايا الأمن الإقليمي في آسيا عبر"حوار مستمر يستند إلى الاحترام، ويتطلّب بناء الثقة والحدّ من أخطار الحسابات الخاطئة، خصوصاً بين جيشينا". في بكين، قال الناطق باسم وزارة الخارجية هونغ لي في بيان نقلته"وكالة أنباء الصين الجديدة"شينخوا:"نحض الجانب الأميركي على وقف التحامل السياسي والتعامل في شكل صحيح مع التطورات الصينية، وأن يصحح أخطاءه فوراً ويكف عن التدخّل في شؤون الصين الداخلية لكي لا تخرّب العلاقات الصينية-الأميركية". وكان يردّ على تصريحات للناطقة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي، عشية إحياء ذكرى تظاهرات ساحة تيانانمين المؤيدة للديموقراطية في 4 حزيران يونيو 1989، حيث قتل الجنود مئات المحتجين ممن اعتبروا"معادين للثورة".