تظاهر أمس آلاف السوريين في جمعة تأييد «المجلس الوطني» السوري. وتحدث ناشطون وشهود عن سقوط قتلى في ريف دمشق وحمص وجسر الشغور، فيما اغتال مسلحون المعارض الكردي البارز مشعل تمو في منزله في القامشلي. في موازاة ذلك، قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف، في تحذيرات قوية، إن على النظام السوري «الرحيل» اذا لم يتوصل إلى تطبيق «الاصلاحات الضرورية» في هذا البلد. وتعكس التصريحات «نفاذ صبر» روسي متزايد ازاء وتيرة الاصلاحات في سورية. وقال مدفيديف في تصريحات متلفزة أمس إن «روسيا تريد مثلها مثل الدول الاخرى ان تنهي سورية سفك الدماء، وتطالب القيادة السورية بتطبيق الاصلاحات الضرورية. واذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق هذه الاصلاحات، عليها ان ترحل. ولكن هذا امر لا يقرره حلف الاطلسي او اي دولة اوروبية منفردة، بل يقرره الشعب السوري والقيادة السورية»، محذرا من ان روسيا ستعطل اية «محاولات خارجية» لاطاحة اية انظمة. وجاء تصريح مدفيديف بعد ثلاثة ايام من استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) على قرار يدين حملة القمع التي تشنها السلطات السورية على المتظاهرين. وقال مدفيديف إن فيتو موسكو تأثر ايضا بحملة القصف التي يقودها الاطلسي على ليبيا والتي عارضتها روسيا، الا انها لم تستخدم حق النقض في مجلس الامن لمنعها في آذار (مارس) الماضي. واكد ان «روسيا ستواصل الوقوف في وجه اية محاولات لاضفاء الشرعية من خلال مجلس الامن، على اية عقوبات احادية تهدف الى اطاحة انظمة». ميدانيا، قال ناشطون إن ثمانية مدنيين على الاقل قتلوا امس برصاص قوى الأمن لدى نزول آلاف المحتجين إلى الشوارع، في تظاهرات واسعة لدعم «المجلس الوطني» المعارض الذي أعلن تأسيسه في إسطنبول منتصف الأسبوع الماضي. وقتل ثلاثة مدنيين منهم اثنان برصاص قناصة في دوما وآخر في الزبداني القريبتين من دمشق، كما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل أربعة آخرون، منهم مسنان، برصاص قوات الأمن في حمص حيث أصيب 25 شخصاً على الأقل. وسارت تظاهرات تدعو إلى سقوط النظام «في معظم أحياء حمص»، كما ذكر الناشطون. وفي دير الزور، ترددت أصداء الرصاص في شوارع تدفق إليها مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة. كما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق تظاهرة كبيرة في معرة النعمان في منطقة إدلب قرب الحدود التركية، فأصيب خمسة أشخاص بجروح. وتحدث المرصد عن «انتشار كثيف لقوات الأمن ووصول تعزيزات» هاجمت مسجداً لجأ إليه المتظاهرون بعد خروجهم منه، للمطالبة بسقوط النظام والتعبير عن دعمهم «المجلس الوطني». كما اغتال مسلحون مجهولون في القامشلي شمال شرقي سورية المعارض مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي، اثناء وجوده في احد المنازل وجرح ابنه والناشطة زاهدة رشكيلو. وقال المرصد السوري إن «مجموعة من اربعة مسلحين ملثمين اقتحمت المنزل واغتالته في داخله». وبحسب «اتحاد تنسيقيات شباب الكرد» فان تمو شارك في مؤتمر المعارضة الذي عقد في اسطنبول، «عبر رسالة صوتية وجهها للمؤتمرين من داخل سورية وأكد فيها وحدة الشعب السوري»، كما انه «كان من المشاركين وبفعالية كبيرة في تأسيس وبلورة المجلس الوطني». وفي جنيف، قال فيصل مقداد نائب وزير الخارجية السوري، في كلمة له امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، إن بلاده «ستجري تحقيقا على المستوى الوطني» في أعمال القتل التي شملت 1100 من افراد قوات الامن، لكنه نفى اتهامات بأن القوات الحكومة قتلت جنودا رفضوا اطلاق النار على المحتجين. وقال مقداد ان سورية لن تبحث في السماح بدخول لجنة تحقيق دولية شكلها مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة إلا بعد انتهاء التحقيق الذي تقوم به بنفسها. لكنه اضاف ان دمشق تحتاج إلى المزيد من الوقت لأن الاصلاح لا يمكن ان يتم بينما يقتل السوريون على ايدي «جماعات ارهابية متطرفة» كل يوم. من ناحيتها أعلنت لجنة الاممالمتحدة لحقوق الطفل ان 187 طفلا على الاقل قتلوا منذ بدء حركة الاحتجاج. واعربت اللجنة عن «قلقها الشديد للتقارير المنتظمة والموثوق بها التي تشير إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الاطفال منذ إندلاع حركة الاحتجاج في آذار 2011». وأشارت في هذا الاطار إلى «اعتقالات تعسفية وقتل اطفال خلال التظاهرات واعمال تعذيب وسؤ معاملة».