شارك مئات الآلاف من اليمنيين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، ومن المؤيدين له، في تظاهرات حاشدة أمس أطلق عليها المعارضون تسمية «جمعة الشهيد ابراهيم الحمدي»، إشارة إلى الرئيس اليمني الشمالي الذي اغتيل في العام 1977، فيما كانت تسمية انصار الرئيس «جمعة العلماء ورثة الأنبياء»، في إشارة إلى تأييد بيان «جمعية علماء اليمن» الأخير، الذي أفتى بتحريم التظاهرات والاحتجاجات المعارِضة واعتبَرَها خروجاً على ولي الأمر. وغلب على الخطب التي ألقيت في الجانبين الطابع الديني، الذي يحاول كل طرف توظيفه لمصلحته في الأزمة الراهنة، في حين أكدت الشعارات والهتافات التي رددها المشاركون في جمعة المعارضة بشارع الستين في العاصمة صنعاء والمشاركون في جمعة الموالين في ميدان السبعين، أن كل طرف يمضي نحو مزيد من التصعيد والتحدي والاصطفاف في مواجهة الطرف الآخر، ما يثير المخاوف من انسداد الحلول السياسية والمبادرات السلمية لإنهاء الأزمة. وأقيمت مهرجانات الأمس في أجواء متوترة أمنياً، بعد ساعات على مواجهات متفرقة شهدها حي الحصبة والشوارع المحيطة به شمال العاصمة فجر أمس واستمرت ساعتين. وكانت لجنة الوساطة الأمنية والعسكرية اليمنية المكلفة إنهاء المظاهر المسلحة وسحب قوات الجيش الموالية للنظام والمناوئة له وإزالة المتاريس ونقاط التفتيش الأمنية والعسكرية والقبلية في العاصمة، باشرت الأربعاء تنفيذ مهمتها الميدانية في عدد من شوارع صنعاء وأحيائها رغم بعض الصعوبات. وأكدت اللجنة التي يرئسها رئيس جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) اللواء غالب القمش تحت إشراف نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ومتابعته، والذي يتولى ملف المفاوضات مع أحزاب المعارضة، أنها قامت الأربعاء بإزالة بعض النقاط ألأمنية والاستحداثات العسكرية التابعة للجيش في عدد من أكثر المناطق توتراً، وفي مقدمها شارع الزراعة (جنوب شرق ساحة التغيير).