رغم الانتقادات التي توجَّه بين الحين والآخر إلى خطة المجلس العسكري في مصر لنقل السلطة إلى المدنيين، إلا أن القوى السياسية، خصوصاً الأحزاب، بدأت استعداداتها من أجل خوض انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) المقرر فتح باب الترشح فيها الأربعاء المقبل. لكن بدا أن «شباب الثورة» سيغيبون عن معركة البرلمان، إذ لم يستقروا حتى الآن على إطار يمكِّنهم من المنافسة. واللافت أيضاً أن غالبية الأحزاب لم تستقر بعد على شكل القائمة التي ستخوض بها الانتخابات أو التحالفات التي ستنضم إليها، حتى أن أهم تحالف انتخابي، وهو «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، شهد قبل يومين انشقاق حزب «الوفد» الذي كان يشكل إلى جانب حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، الثقل الأكبر في الائتلاف، بسبب الاختلاف حول أنصبة كل منهما في قائمة التحالف التي كان يجري إعدادها. وكانت اللجنة العليا للانتخابات قررت فتح باب قبول طلبات الترشح لعضوية البرلمان بغرفتيه (الشعب والشورى) اعتباراً من الأربعاء المقبل لمدة أسبوع. وتجرى انتخابات مجلس الشعب على ثلاثة مراحل تبدأ في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل وتنتهي في 10 كانون الثاني (يناير) من العام الجديد، وكذلك مجلس الشورى الذي تبدأ انتخاباته في 29 كانون الثاني (يناير) المقبل وتنتهي في 11 آذار (مارس) المقبل. وقال نائب رئيس «الحرية والعدالة» الدكتور عصام العريان ل «الحياة»، إن حزبه «أعد بالفعل قائمته الانتخابية، لكن لأن الحزب قرر خوض الانتخابات في إطار تحالف انتخابي فإنه في حاجة إلى انتهاء الشركاء من إعداد قوائمهم». وأشار إلى أن أحزاب التحالف ستجتمع اليوم «من أجل تنسيق القوائم وستتواصل اللقاءات حتى نستطيع التوصل إلى قائمة موحدة لخوض الانتخابات». وأوضح أن الأحزاب «اتفقت على نسب مبدئية لكل منها على أساسها سيقدِّم كل حزب مرشحيه»، مستبعداً الخلاف على ترتيب مرشحي كل حزب في القائمة. وأضاف: «من كان يثير مسألة النسب والترتيب هو حزب الوفد الذي قرر خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، أما الحرية والعدالة فسيقدم تنازلات من أجل ضمان تمثيل كل الأحزاب في البرلمان». وأكد أن تجربة الانتخابات بالقائمة ستأخذ وقتاً حتى تترسخ في مصر «وستثبت مدى قدرة الأحزاب على ممارسة السياسة». في المقابل، قال القيادي في «الوفد» مصطفى شردي ل «الحياة»، إن حزبه سينتهي من إعداد قائمته خلال أيام، مشيراً إلى أن أعداداً كبيرة من داخل الحزب وخارجه ترغب في الترشح على قائمة «الوفد». وأعرب عن أمله بنجاح تجربة الانتخابات وألا تتأثر بالصراعات بين الأحزاب، التي رأى أنها «طبيعية ومبرَّرة». وأشار إلى أن انسحاب «الوفد» من التنسيق الانتخابي مع أحزاب «التحالف الديموقراطي» لا يعني انسحابه من التحالف، مشيراً إلى أن «لحزب الوفد آراء ورؤى مختلفة عن أحزاب التحالف يريد إبرازها للجماهير... استمرار التحالف الانتخابي كان سيسبب مشاكل أكبر قد تؤدي إلى انتهاء التنسيق السياسي». أما شباب القوى الثورية، فبدوا غير عابئين بمعركة البرلمان. وقالت عضو المكتب السياسي ل «حركة 6 إبريل» إنجي حمدي إن «الحركة لن ترشح أحداً في الانتخابات ولن تحض على اختيار شخصيات بعينها حتى لو كانت من شباب الثورة»، مشيرة إلى أن «دور الحركة سيقتصر على توعية الناخبين بضرورة اختيار المرشح الأفضل، فضلاً عن مراقبة الانتخابات لفضح أي تزوير». وقال وكيل مؤسسي حزب «الوعي» عضو «ائتلاف شباب الثورة» شادي الغزالي حرب ل «الحياة»، إن الائتلاف لم يستقر بعد على شكل المنافسة في الانتخابات البرلمانية، مشيراً إلى أن «هناك مباحثات مع مختلف القوى السياسية لتحديد هذا الأمر، ولا يوجد أي حزب أو فصيل سياسي جاهز للانتخابات»، متوقعاً مزيداً من الانشقاقات والعقبات خلال الأيام المقبلة.