لا تزال الأحزاب السياسية في مصر غارقة في خلافاتها حول القوائم الانتخابية المقرر أن تخوض بها غمار المنافسة في الانتخابات البرلمانية التي يغلق باب الترشح فيها بعد غد، إذ شهد «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» الذي يضم نحو 40 حزباً وائتلافاً سياسياً وكذلك تحالف «الكتلة المصرية» مزيداً من الانسحابات بعد خلافات حول إعداد القوائم الانتخابية وترتيب المرشحين فيها. وبعد انسحاب أحزاب «الوفد» و»الأصالة» و»النور» و»الناصري»، أعلن حزب «البناء والتنمية» ، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، الانسحاب من «التحالف الديموقراطي» الذي يقوده حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، فيما هدد حزب «الكرامة» بخطوة مماثلة. كما أعلن حزب «مصر الحرية» الانسحاب من تحالف «الكتلة المصرية» احتجاجاً على ضم بعض أعضاء الحزب «الوطني» المنحل في قوائمه. ونشب خلاف حاد في حزب «الوفد» بين رئيسه السيد البدوي وبعض أعضاء الهيئة العليا للحزب بسبب ضم بعض أعضاء «الوطني» إلى قوائم الوفد وتصدرهم بعض هذه القوائم. وتقدم 1962 مرشحاً حتى مساء الجمعة لخوض انتخابات البرلمان بغرفتيه، منهم 1904 مرشحين لمجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) و58 مرشحاً لمجلس الشورى (الغرفة الثانية). والمرشحون جميعاً تقدموا لخوض الانتخابات على المقاعد الفردية (التي خصص لها ثلث مقاعد البرلمان) باستثناء قائمة واحدة لحزب النور في محافظة الإسماعيلية. وقررت اللجنة العليا للانتخابات التعامل مع الائتلافات الحزبية عن طريق اتفاق الأحزاب المنضوية في ائتلاف حزبي على حزب واحد يمثلها في تقديم القوائم على ألا توثق اللجنة أي اتفاقات تحالفية. ويحصل الائتلاف الحزبي على رمز انتخابي واحد وفقاً للقواعد المقررة. وأفادت اللجنة العليا للانتخابات بأن الأحزاب تحت التأسيس، وهي تشكل غالبية الأحزاب المنضوية في التحالفات الانتخابية، ليست أحزاباً ومن ثم لا يحق لها الانضمام للائتلاف الحزبي باعتبارها حزباً، ولا يجوز لها التقديم للانتخابات باسم حزبي، كما لا يجوز للمستقلين التقدم داخل ائتلاف حزبي إلا من خلال قائمة حزب سياسي من بين الأحزاب الموجودة داخل الائتلاف. واشترطت اللجنة أن يقدم ممثل الائتلاف الحزبي قائمة مرشحي الائتلاف المعتمدة منه. وبالنسبة ل «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، أفادت مصادر بأنه سيقدم مرشحيه تحت اسم حزب «الحرية والعدالة». وأعلن المتحدث باسم حزب «البناء والتنمية» محمد حسان انسحاب حزبه من «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» اعتراضاً على النسبة التي تم تخصيصها له في القوائم الانتخابية، وترتيب أسماء المرشحين الممثلين لهم في القوائم. وأوضح أن «الجماعة كانت ترغب في ترشيح 150 مرشحاً في التحالف، لكن العدد وصل إلى 70 أو 80 فقط، وقبلت الجماعة انطلاقاً من أن ذلك أفضل من أجل الاستمرار، إلا أننا فوجئنا بالحديث عن 20 مرشحاً فقط، إضافة إلى الترتيب الذي لا نرضى عنه». وعن الحديث عن عدم وجود رموز قوية من الجماعة ضمن المرشحين الذين قدمتهم، إذ أن غالبية أعضاء مجلس شورى الجماعة محرومون من ممارسة حقوقهم السياسية، أوضح حسان أنه «لا يشترط أن ينتمي المرشحون الذين تتقدم بهم الجماعة إلى مجلس شورى الجماعة، فهم أناس معروفون ولهم وضعهم»، مؤكداً أن الجماعة تدعم كذلك مرشحين لهم وضعهم في مناطق نفوذهم، خصوصاً أن الفيصل في مناطق مثل الصعيد والقرى ليس أن يكون المرشح رمزاً للجماعة، وإنما أن ينتمي إلى عائلات كبيرة ومعروفة. وقال وكيل مؤسسي حزب «البناء والتنمية» عضو مجلس شورى «الجماعة الإسلامية» صفوت عبد الغني إن التحالف الديموقراطي «فشل بامتياز». وأوضح أن «التحالف الديموقراطي كان النموذج الأقرب لكن وجدنا فيه مشاكل لا تحصى، فكان قرار الجماعة الانسحاب منه». وأفيد بأن «الجماعة الإسلامية» قررت ترشيح نحو 85 مرشحاً من بينهم 4 سيدات. ومن أبرز مرشحي الجماعة مؤسسها صلاح هاشم ومفتيها عبد الآخر حماد ومحاميها نزار غراب ونجل أميرها عبد الله عمر عبد الرحمن وعضوها المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس المصري السابق في أديس أبابا حسين شميط ومسؤول الجماعة في القاهرة حسن الغرباوي. أما جماعة «الجهاد» فسترشح بعض قيادتها منهم كمال حبيب وحسن شنن وصالح جاهين. واقترب حزب «الكرامة» من الانسحاب من «التحالف الديموقراطي»، إذ قال القيادي فيه أمين اسكندر إن حزب «الحرية والعدالة» انتقل من فكرة المشاركة إلى المغالبة، مشيراً إلى أنه غير متفائل بنتيجة المفاوضات بين الحزب والتحالف حول القوائم الانتخابية. واعتبر نائب رئيس حزب «الحرية والعدالة» عصام العريان أن الانسحابات من «التحالف الديموقراطي» لا تضره. وقال ل «الحياة»: على العكس، زحام القوائم قد يكون له أثر عكسي على التحالف، وقلة عدد الأحزاب أفضل للقوائم». وأشار العريان إلى أن قوائم التحالف ستضم مرشحين من 7 إلى 10 أحزاب، وأن التحالف سينافس على نحو 70 إلى 80 في المئة من المقاعد الفردية. وأوضح أن قوائم «التحالف» تغطي كل أنحاء الجمهورية وأن إعدادها سينتهي اليوم.