أجريت الانتخابات مرة أخرى في دائرة انتخابية في منطقة راقية في كراتشي التي تعاني من العنف وسط إجراءات أمنية مشددة أمس، غداة قتل مسلحين سياسية بارزة من حزب إصلاحي في المنطقة وبعد أسبوع من الانتخابات العامة. ولم تتضح على الفور هوية الجهة التي قتلت زارا شهيد حسين وهي عضو قيادي في حزب حركة الإنصاف بزعامة بطل الكريكيت السابق عمران خان الذي اتهم حزب الحركة القومية المتحدة الذي يتخذ من المدينة معقلاً، بالضلوع في الحادث. ونفى زعماء الحركة القومية المتحدة مسؤوليتهم وطالبوا خان بالتراجع عن هذا الاتهام. وأتى الهجوم عقب حملة انتخابية اتسمت بالدموية قتل خلالها حوالى 150 شخصاً في أنحاء البلاد. ووقع الحادث في منطقة ديفنس الراقية التي تقطنها عائلة رئيسة الوزراء الراحلة بينظير بوتو. وأسفرت نتيجة انتخابات السبت الماضي عن فوز كاسح لزعيم المعارضة نواز شريف وحزب الرابطة الإسلامية الذي يتزعمه. لكن لم تتضح بشكل كامل النتائج في عدد محدود من الدوائر الانتخابية في أنحاء البلاد وسط اتهامات بالتلاعب في الأصوات. وتجري إعادة التصويت في عدد محدود آخر من الدوائر حيث حالت مشكلات أمنية دون التصويت. وكان نصيب الحركة القومية المتحدة 18 مقعداً من أصل 19 مقعداً لكراتشي في الجمعية الوطنية في انتخابات الأسبوع الماضي. وأياً تكن النتائج فإن الانتصار الكاسح الذي حققه شريف على مستوى البلاد بات مؤكداً. لكن باعتبار كراتشي المركز المالي لباكستان فإنها تحقق نحو نصف الإيرادات الحكومية ويمثل الاستقرار في المدينة مسألة حيوية في أنحاء البلاد. وأجري التصويت أمس، في 43 مركزاً للاقتراع في هذه الدائرة الانتخابية وللمرة الأولى كان هناك فرد أمن يحرس كل صندوق اقتراع مع وجود جندي داخل مركز الاقتراع بدلا من خارجه. وأعلنت الشرطة إن المسلحين قتلا السياسية بالرصاص أمام منزلها في حي ديفنس. وقال خان في بيان إن"مقتلها أحدث صدمة هائلة في كل قطاعات الحزب". وأضاف:"أحمل زعيم الحركة القومية المتحدة الطاف حسين المسؤولية بشكل مباشر عن جريمة القتل لأنه هدد صراحة أعضاء حزب حركة الإنصاف وزعماءها من خلال إذاعات علنية. كما أحمل الحكومة البريطانية المسؤولية لأنني حذرتها في شأن المواطن البريطاني الطاف حسين بعد تهديداته الصريحة". والطاف حسين مطلوب بتهمة القتل في باكستان وهو يقود حزبه من المنفى في إنكلترا. وتصنف كندا حزبه على أنه منظمة إرهابية وهو اتهام نفاه الحزب بقوة. وفي الأيام القليلة الماضية، ألقى كلمة شعر من خلالها الكثير من الباكستانيين بأنها تحريض على مهاجمة الخصوم السياسيين. وتحقق الشرطة البريطانية فيما إذا كانت الكلمة تحريضاً على التعصب أم لا. وتخوض الحركة القومية المتحدة وهي حزب علماني معركة مع عدد من المنافسين على النفوذ في كراتشي بما في ذلك حركة"طالبان باكستان"التي سعت إلى إيجاد موطئ قدم لها في العديد من المناطق على مشارف المدينة في السنوات القليلة الماضية.