يعتبر مطار الملكة علياء الدولي الجديد الذي افتتح أخيراً تحت رعاية الملك عبدالله الثاني حقبة جديدة في تاريخ الطيران في الأردن، وهو من أهم وأنجح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة الى أنه يُعد رافداً لتنمية الاقتصاد والتجارة والاستثمار. وقد بلغت كلفة انجازه 750 مليون دولار. مع النمو المستمر لحركة المسافرين والطيران، أصبحت الحاجة ملحّة للانتقال الى مرحلة جديدة بهدف دعم حركة النقل الجوي من والى الأردن، خصوصاً أن السنوات الخمس الماضية شهدت نمواً ملحوظاً في حركة النقل حيث أصبحت الملكية الأردنية تصل الى 61 محطة وارتفع عدد الرحلات اليومية من 110 الى 180 وزاد عدد المسافرين الى أكثر من 6 ملايين مسافر في نهاية 2012 أي بنسبة زيادة بلغت 14 في المئة. الرئيس التنفيذي لمجموعة المطار الدولي كجلد بنجر أشار الى أن مشروع مبنى المطارالجديد سيضع الأردن على الخارطة الإقليمية والدولية في تميز المطارات كبوابات جوية تخدم الاستثمار والسياحة وتجعل من المطار مركزاً مهماً لصناعة الطيران في المنطقة. وأضاف خلال جولة للصحافيين في أنحاء المبنى الجديد أن المطار هو مشروع فريد من نوعه وسيعكس صورة الأردن كوجهة استثمارية سياحية متميزة على مستوى الشرق الأوسط. وقال إن المطارات كبوابات جوية تعتبر من أهم مقومات البنية التحتية لصناعة النقل الجوي وللنشاط السياحي الى جانب الفنادق، مؤكداً أن هذا المشروع سيكون مصدر فخر للأردنيين جميعاً لأنه سيكون في مقدم المطارات على مستوى المنطقة في نوعية وجودة وسرعة الخدمات المقدمة للمسافرين. وأوضح أن مبنى المسافرين الجديد يمتد على مساحة واسعة تزيد عن 100 ألف متر مربع وهو قادر على استيعاب 7 ملايين مسافر كمرحلة أولى مقارنة ب 3.5 في الوقت الحالي، ومن المتوقع أن تصل القدرة الاستيعابية الى 9 ملايين مسافر مع المرحلة الثانية التي تبدأ مع نهاية 2014، قابلة للزيادة الى 12 مليون مسافر سنوياً. وأشار بنجر الى أن مساحة المبنى الجديد هي ضعفا مساحة المبنى القديم، وسيتم تطويره تدريجاً لاستيعاب أعداد المسافرين المتزايدة وفق الحاجة، وستكون هناك 8 بوابات للمسافرين في المرحلة الحالية سترتفع الى 14 بوابة في المرحلة الثانية لتصل الى 25 بوابة، إضافة إلى صالة مسافرين منفصلة وموقتة و39 محلاً تجارياً. ويسمح تصميم المبنى الجديد للمسافرين بالتنقل بسهولة وبالدخول إلى صالات المطار ومناطق التسوق من مناطق التفتيش مباشرة. وفي ما يتعلق بالمبنى القديم، أوضح بنجر أنه قد تم البدء بالاستفادة من بعض الموجودات التي يمكن تدويرها أو استخدامها لأغراض أخرى، وبعد ذلك سيتم هدم المبنى القديم كلياً تمهيداً لمرحلة أخرى من خطة التوسع. وأشار الى أن هناك نمواً في الطلب على استخدام مطار الملكة علياء الدولي بحوالى 5 في المئة خلال العام 2013، لافتاً الى أن إعلان الملكية الأردنية التي تعد شريكاً استراتيجياً لمجموعة المطار الدولي عن تشغيل خطوط جديدة الى جانب خططها في التوسع سيساهم في زيادة عدد المسافرين من والى مطار الملكة علياء الدولي. ويشار الى أن مبنى المسافرين الجديد سينافس أكبر المطارات في العالم على رغم الصعوبات التي يواجهها قطاع الطيران في العالم، حيث تم تزويد المبنى بأحدث الأنظمة التكنولوجية المستخدمة في إدارة المطارات العالمية، إضافة الى نظم إدارة جديدة لمرافق المطار، لضمان الاستغلال الأمثل للموارد ولتسهيل مرور المسافرين من وإلى المطار، وتقديم مستوى أفضل من الخدمات لكل الفئات المستخدمة لمرافق المطار بما يتماشى مع افضل المعايير العالمية. ويشتمل المبنى الجديد على مواقف سيارات مخصصة للمواطنين تتضمن آليات اصطفاف جديدة. وهي مقسمة إلى 3 مناطق رئيسة هي منطقة رصيف المغادرين، ومواقف السيارات للفترات القصيرة، ومواقف السيارات للفترات الطويلة. الى جانب استخدام نظام متطور لإدارة الجانب الأرضي ومواقف اصطفاف السيارات بحيث يضمن سهولة مرور السيارات ويحقق المتطلبات الأمنية. أما القدرة الاستيعابية لمواقف الفترات القصيرة فتتسع لنحو 900 سيارة ومواقف الفترات الطويلة ل 800 سيارة. وأزيلت نقطة التفتيش قبل"كاونترات التشييك"وتم استبدالها بأحدث أنظمة المناولة والتفتيش الأمني للأمتعة، وذلك لتسهيل مرور المسافرين بما يتوافق مع أفضل الإجراءات المطبقة في المطارات العالمية، حيث تقع نقطة التفتيش المركزية قبل الأسواق الحرة ومنطقة المحال التجارية، مما سيتيح للمسافرين استخدام هذه المرافق لفترات أطول، الى جانب تطبيق نظام المسرب الأحمر والأخضر في منطقة فحص الجمارك في صالة القادمين لتسهيل عملية خروج المسافرين. ويقدم المبنى الجديد خدمات عالية الجودة في المجالات التي تهم المسافرين كالمرافق الفندقية ومرافق الطعام والشراب والتسوق الكثيرة، إضافة الى المناطق المخصصة للعب الأطفال، الى جانب اللوحات الإرشادية الواضحة وشاشات الرحلات الجوية والمقاعد المريحة في مناطق الانتظار ومكاتب لمساعدة المسافرين. ومن الجدير ذكره أن 93 في المئة من الاستثمارات الفرعية في المطار هي لأردنيين، إضافة الى ان مشروع المطار نفذ بأسلوب البناء والتشغيل وإعادة الملكية من جانب شركة مجموعة المطار الدولي التي تضم عدداً من المستثمرين العالميين شركة مطارات باريس التي تتولى الإدارة والتشغيل وبنسبة استثمار 9,5 في المئة، وشركة جي أند بي أفاكس اليونانية، وشركة جانو أند بار أكيادس القبرصية وتتوليان أعمال الإنشاءات بنسبة استثمار 9,5 في المئة لكل منهما، وشركة نور للاستثمار المالي بنسبة استثمار 24 في المئة وشركة أبو ظبي الاستثمارية الإماراتية بنسبة استثمار 38 في المئة، وشركة أدجو الاستثمارية القابضة الأردنية بنسبة استثمار 9,5 في المئة والتي تتولى أعمال التمويل المالي. وتدفع مجموعة المطارات الدولية للحكومة حوالى 30 مليون دينار سنوياً وذلك كنسبة من العائد الإجمالي من المطار، وهو مبلغ يمثل نسبة 54.5 في المئة من إجمالي عائدات المطار الذي تديره الشركة منذ 15 تشرين الثاني نوفمبر 2007. وكانت مجموعة المطار تسلمت في تشرين الثاني 2007 إدارة وتشغيل وتوسعة مطار الملكة علياء الدولي بأسلوب البناء والتشغيل وإعادة الملكية لمدة نحو 25 عاماً. وقد استثمرت حوالى 750 مليون دولار في تأسيس مبنى جديد للمسافرين، فضلاً عن استثمارها 100 مليون دولار في تطوير مباني المسافرين التي كانت تستخدم في مطار الملكة علياء الدولي قبل افتتاح المبنى الجديد.