بعد ساعات على ابداء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من امكان عودة متشددي مالي الذين تستهدفهم حملة عسكرية فرنسية منذ 11 كانون الثاني يناير الماضي، الى القتال،"ما قد يؤثر على بلدان المنطقة"، نفذ عنصر من"حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا"اول هجوم انتحاري منذ بدء التدخل الفرنسي - الافريقي في مالي. واستهدف نقطة تفتيش للقوات الحكومية في مدينة غاو شمال التي استعيدت من الإسلاميين في 27 كانون الثاني. وبالتزامن مع مواصلة الجنود الفرنسيين والتشاديين تقدمهم في كيدال اقصى شمال شرق واستعادتهم بلدتي اغيلهوك وتيساليت قرب الحدود الجزائرية، اعلن عبد الواحد نور، زعيم"حركة تحرير السودان"المتمردة في اقليم دارفور غرب مجيء مئات من متشددي حركة"انصار الدين"الى الاقليم من مالي، وقال:"شاهدناهم، إذ نعرفهم من لون بشرتهم وطريقة كلامهم وادائهم الصلاة في اوقات غير متوقعة ليلاً". وزاد:"جاؤوا بعد هزيمتهم ليجعلوا منطقة جبل مره توازي مساحة فرنسا التي نسيطر عليها مركزاً لهم". وكشف المسؤول في الجيش المالي مامدو كيتا ان الانتحاري الذي استخدم دراجة نارية"كان من الطوارق، وفجر حزامه الناسف حين اقتربنا منه، فقتل واصيب احد جنودنا بجروح طفيفة". وفي الوقت ذاته قال"ابو وليد صحراوي"، الناطق باسم"حركة التوحيد والجهاد":"نتبنى الاعتداء في غاو على العسكريين الماليين الذين ساندوا الكفار اعداء الاسلام"، مهدداً بعمليات أخرى انتحارية. كما هدد مقدي أغ بوحدة، مسؤول العلاقات الخارجية المكلف الشؤون العسكرية والأمنية في"الحركة الوطنية لتحرير اقليم ازواد"شمال مالي، بتحويل الاقليم جبهة عسكرية واسعة ضد كل من يستهدف الأزواديين، ملوّحاً بفتح باب التطوع أمام مقاتلين أجانب لقتال السلطة في باماكو. واعلن بوحدة أن الأزواديين"يتعرضون الى تطهير عرقي ممنهج، لن تسكت عليه حركتنا"التي تسعى الى التفاوض مع حكومة باماكو على قاعدة حق شعب أزواد في تقرير مصيره. وتعتبر"حركة ازواد"نفسها بين الأطراف المهمة في معادلة شمال مالي، رغم تجاهل باماكو لها سابقاً، وتهميش الإسلاميين لها بعد سيطرتهم على الشمال. وفي تطور لافت عكس الانقسامات العميقة داخل الجيش المالي الذي هزِم العام الماضي على ايدي الاسلاميين المسلحين ومتمردي الطوارق، هاجم جنود في باماكو ثكنة لعسكريين من وحدة النخبة،"القبعات الحمر"، المقربين من الرئيس المخلوع امادو توماني تواري، بعدما رفضوا مغادرة الثكنة للالتحاق بوحدات اخرى تحارب الإسلاميين في الشمال. واتهم يايا بواري، احد عناصر"القبعات الحمر"المهاجمين باطلاق النار على نساء الجنود واطفالهم في الثكنة، ما ادى الى سقوط جرحى. وكان رئيس الاركان المالي الجنرال طاهر دمبلي اعلن هذا الاسبوع ان وحدة النخبة التي لم تحل رسمياً بعد انقلاب 22 آذار مارس 2012، رغم تنفيذها محاولة فاشلة لاستعادة السلطة، ستُدمج في صفوف الجيش، تمهيداً لانضمامها الى المعارك في الشمال. على صعيد آخر، كشفت السفيرة الأميركية السابقة لدى مالي بين عامي 2002 و2005 ان باريس دفعت 89 مليون دولار لمتمردين في مالي يقاتلهم جنودها الآن، من اجل اطلاق رهائن فرنسيين خطفوا بين عامي 2004 و2011. وقالت السفيرة:"صبت اموال الفدية في مصلحة تمويل المسلحين الذين سيطروا على شمال مالي". لكن وزارة الخارجية الفرنسية اعتبرت ان"الديبلوماسية الأميركية السابقة تستند الى اشاعات".