إذا كنت تسير في أحد شوارع ليبيا فلا تستبعد سقوط قذيفة من السماء عليك، وإذا كنت تسير فى سورية فقد تصيبك رصاصة غادرة من أحد القناصة، أما في مصر فمن الجائز سقوط شرفة منزل على دماغك، وهذا بالضبط ما حدث لطفلة كانت تسير مع والديها في أحد شوارع الاسكندرية ما أفقدها حياتها! في أحد تصريحاتها قالت اللبنانية سيرين عبدالنور «إن بعض النقاد اتصلوا بها ليسألوها: أين المشاهد الجنسية التي تكتب عنها الصحافة في فيلمها الأخير المسافر»؟ كما أكدت «ان مشهد الاغتصاب بالفيلم هو من أرقى مشاهد الاغتصاب في السينما العربية»! لم أكن أعلم أن مشاهد الاغتصاب راقية، وكانت مفاجأتي هي مستوى النهم الفني لدى النقاد! حملات تشهير متبادلة بين محبي عمرو دياب وتامر حسني على مواقع التواصل الاجتماعي، تبادل للاتهامات والسباب أحياناً، الغريب ان الفنانين لم يشاركا في الثورة، أحدهما هرب والآخر كان يطالب الثوار بالعودة الى منازلهم وتم ضربه عند نزوله الى الميدان! لم نكن نعلم ان المطرب والملحن المصري الشاب لديه عبقرية سياسية وتحليل فذ إلى هذه الدرجة، لقد استطاع بمهارة اللغوي المتعمق أن يكشف الصلة بين شعارات بعض الشركات والثورة، وبعقلية عالم الرياضيات المتمكن ان يكشف سر إرتباط الأرقام مع تواريخ الثورة! اتصل برنامج «توك شو» على إحدى الفضائيات المصرية بالسفارة المصرية في انقرة للتأكد من صحة خبر وفاة الممثل التركي كيفانج تاتليتوغ الشهير باسم مهند! هذه هي المرة الأولى التي أعلم فيها أننا نرسل السفراء والديبلوماسيين الى الخارج لنقل الأخبار الفنية لبلادنا! بمناسبة السفارات: هل تعلم كم عربياً مات أو سجن أو اعتقل في بلاد الغربة من دون أن تعلم سفارة دولته عنه أي شيء، أتذكر الآن السفارات الأميركية والغربية ... تلك التي إذا عطس أحد أبناء جاليتها، ترد عليه: يرحمكم الله! عندما يستيقظ الشخص من نومه صباحاً يمكن أن يكون ضيفاً خفيفاً على أحد برامج التوك شو الصباحية، قبل الظهر: ضيفاً في برنامج لقراءة عناوين الصحف، بعد الظهر: محلل سياسي أو إستراتيجي او كليهما معاً، العصر: محلل نفسي وخبير في علم الاجتماع وشؤون الأسرة، ليلاً: ضيف أحد برامج التوك شو المسائية بصفته ناشطاً سياسياً، وفي كل النشرات الإخبارية طوال اليوم يمكن إستضافته للتحليل والنقاش! أي شخص فينا يستطيع فعل ذلك، ومن لا يصدقني فليمسك الريموت كونترول ويتنقل بين الفضائيات العربية!