قد يكون من الصعب على الإعلامي أن يتحول إلى فنان لكن العكس ليس صعبا فقد اقتحم الفنانون مجال تقديم البرامج والظاهرة في تزايد، فلقد أصبحت تشكل نوعا من الهروب الجماعي إلى كرسي المذيع مع كثرة الفضائيات التي أصبحت تستوعب الكثير من نجوم الفن والرياضة والصحافة ومن ثم التنافس في قوالب مختلفة. وقد أعطى أساتذة الإعلام ذلك الاتجاه عدة أسباب منها جني المزيد من الأموال وضماناً للتواجد تحت بؤرة الضوء، لكن العبرة في أن ينجح الفنان في تقديم البرنامج الذي يناسبه وكيفية استمراره. فقد خاض هذه التجربة العديد من نجوم الفن منهم الفنان «أحمد آدم» من خلال برنامج «بني آدم شو» وأيضا الفنان «أشرف عبد الباقي» في عدد من البرامج آخرها برنامج «ج سؤال» وكذلك الفنانة التونسية «هند صبري» و»بسمة» و «مصطفى فهمي». كما يذاع للفنان «هاني رمزي» حاليا برنامجه الجديد «الليلة مع هاني» الذي يعد التجربة الأولى له في مجال التقديم . كما بدأت الفنانة «سمية الخشاب» التحضير لبرنامج تليفزيوني مع قناة «القاهرة والناس» يحمل عنوان «الموضة»، والغريب هنا أنه يستهدف المرأة الخليجية تحديداً، عن طريق التركيز على الأزياء الخاصة بها، وتقول سمية عن هذه التجربة : «تحمست لهذه التجربة وهي المرة الأولى لي لأن طبيعة البرنامج مختلفة فهو يتحدث عن مجال الموضة والأزياء التي أعشقها وكنت أتمنى منذ فترة تقديم شيء عنها». كما تستعد الفنانة «مي عز الدين» أيضا لخوض تجربتها الأولى في مجال البرامج، بعد أن أبدت موافقتها على تقديم برنامج «أنا والمرايا» الذي تدور فكرته في إطار فني حول «الأنا» حيث تجرد الفنان من حالة النجومية التي يعيشها طوال الوقت وتتحدث معه عن شخصيته وهو أمام مرآته بعيدا عن الأضواء، وكذلك تعود الفنانة المعتزلة «آثار الحكيم» لجمهورها مجددا من خلال برنامج «آثار من الميدان» ، وعن هذه التجربة تقول آثار: «فكرة تقديم البرامج عرضت علي منذ أكثر من عشر سنوات وكنت دائما أرفضها، فأغلبها لا يخرج عن نطاق المنوعات أو برامج المرأة والأسرة والتوك شو .. فلم أجد ما يحفزني لخوض التجربة إلى ان جاءت ثورة 25 يناير وما لحق بها من اتهامات كانت الدافع الأساس لتقديم هذا البرنامج، فأردت من خلاله تقديم تبرئة للثورة وهدية لها، فالثورة لا ذنب لها بما اقترفه المسئولون عن الشعب وقتها، وتضيف قائلة: طبعا البرنامج هو أول تجربة لي وهو برنامج سياسي وضع له عنوان مؤقت..»آثار من الميدان» ويحمل معنى مركبا والأساس هو تناول الآثار المترتبة على ما لحق بثورة الميدان في جميع المجالات. في أكثر الأحيان يكون السبب الرئيس رغبة مسئولي القنوات الفضائية في تحقيق أعلى نسبة مشاهدة لقناته، لذلك يلجأ للفنانين أصحاب الصيت العالي والقاعدة الجماهيرية العريضة لاستقطاب الجماهير ، وبالتالي استقطاب المعلنين لتحقيق كثافة إعلانية كما استبعدت آثار الحكيم كون هذا البرنامج فرصة تعويضية لها للعودة للأضواء خاصة بعد قرار الاعتزال، حيث تقول : ما أقدمه ليس له علاقة بقرار الاعتزال علي الإطلاق، ولو كان ذلك صحيحا فكان من الأسهل تقديم برامج فنية منوعة أو حتى برامج «توك شو» يومية فبالتأكيد بها تواجد أكثر، لكن لولا الأحداث الساخنة التي فرضت نفسها لأرحت نفسي من تلك الهموم، فبالفعل كنت بحاجة لذلك عندما اتخذت قرار الاعتزال، وهناك أيضا «محمد هنيدى» الذي بدأت إعلانات «البرومو» الخاص ببرنامجه الجديد «trust» أو «لحظة شك» تعرض على قناة روتانا مصرية، وبالتالى يجلس هنيدى على كرسي المذيع لأول مرة فى برنامج مسابقات كبير يعتمد على الشك بين اثنين في فريق واحد، وكذلك هناك «تامر حسنى» الذي أعلن مؤخرا خوضه هذه التجربة على قناة «إم بى سى مصر» لكنه رفض الإفصاح عن فكرة برنامجه الآن لحين البدء فيه ، لكنه قال: إن برنامجه ليس برنامج اكتشاف مواهب بعد خروج شائعات تؤكد أن برنامجه يكتشف المواهب. يذكر أن كلا من أصالة ونجلاء بدر ورولا سعد ومحمد كريم وأروى جودة ورزان مغربي وغيرهم قد جلسوا على كرسي المذيع أيضا. وعن آراء أساتذة الإعلام حول هذه الظاهرة فقد كانت بين مؤيد ومعارض لهذه الظاهرة، ومدى تحقيق عائد معنوي للمتلقي وكونها تجارب لا تخرج عن نطاق البحث عن المال والتواجد، فيقول د. صفوت العالم أستاذ الصحافة بكلية إعلام : «إن ظاهرة تقديم البرامج من قبل نجوم الفن تتضمن العديد من الملاحظات وفي أكثر الأحيان يكون السبب الرئيس رغبة مسئولي القنوات الفضائية في تحقيق أعلى نسبة مشاهدة لقناته، لذلك يلجأ للفنانين أصحاب الصيت العالي والقاعدة الجماهيرية العريضة لاستقطاب الجماهير، وبالتالي استقطاب المعلنين لتحقيق كثافة إعلانية، وهناك سبب آخر قد يكون لصالحهم وهو التخلص بعض الشيء من وطأة برامج «التوك شو» للحصول على فسحة من الحالة السياسية والأحداث المتلاحقة التي نعيشها، فوجود نجم قد يتسبب في إثارة اهتمام المشاهدين خاصة أن اتجاه معظم البرامج في الوقت الحالي ينصب في قالب سياسي لتحليل الأحداث، ونظرا لاختلاف أذواق المشاهدين وميولهم قد يجد الفنان جمهوره الشغوف بمتابعة ما يقدمه فتصبح مشاهدة الفنان ذات درجة من الفضول مع إجراء بعض المقارنات بين الأداء التمثيلي والإعلامي، فالمقدم يظهر بشخصيته الحقيقية وهل هذه الشخصية يقابلها الجمهور بنفس درجة إقباله على أعماله الفنية، وبالتالي فإن شهرة الفنان عامل مهم جدا لنجاح المذيع الفنان إلى جانب بعض المواصفات الإعلامية بوجود درجة من المرونة والوعي العالي بمجريات الأحداث والقضايا المختلفة والحضور، ومن ثم حسن معاملة الضيوف بالشكل المطلوب إعلاميا. أما عن مسألة منافسة مقدمي البرامج المختلفة وبرامج التوك شو فيقول د. صفوت: «هي مسألة مختلفة ومقدمو البرامج أصبحوا نجوما أيضا مثل نجوم الفن وبرامج الفنانين في معظمها تعتمد على البرامج الفنية والمسابقات فهو لا يستطيع تقديم جميع أنواع البرامج.