تمارس هذه المهنة وبكثرة في عالمنا العربي الذي يكثر فيه الجهل والفقر. وحيث إن هذه المهنة تدر على أصحابها الأموال الطائلة والهدايا الثمينة، فإن البعض يعمل جاهداً لتطوير هذه الوسيلة وبأكثر من طريقة، كي ينعم أكثر وأكثر بالمال الوفير والعيش الرغيد. وليس شرطاً لهذه المهنة أن يكون لدى صاحبها أي مؤهل علمي أو خبرات مثل المهن الأخرى، فقط عليك أن تكون بارعاً بالمدح وممارساً للتصفيق بحرارة، كي تكون من المقبولين والمنتمين لهذه المهنة العريقة التي يتميز بها كل من جعل لكرامته وعزته مقعداً وثيراً تحت أقدام من جعلوه طريقاً للوصول إلى غاياتهم وكبريائهم المزيف. وعلى رغم أننا في العالم العربي دائماً ما نرفع شعارات الكرامة والعزة، وأن الإنسان العربي يتصف بالشهامة والشجاعة والكرم والأنفة و... و... إلخ، إلا أنك بالواقع ترى كثيرين في الدَّرْك الأسفل من المهانة. قمة التناقض والازدواجية! وإذا نظرنا إلى الدول المتقدمة، فإنك لن تجد هذه المهنة في قاموسهم أبداً، لأنهم ببساطةلا يؤمنون بها، ولا يحتاجون إليها، وليست من مبادئهم، لذا يدركون أن التطبيل لا يصنع التاريخ والإنجازات، ولا يصنع الرقي الفكري الذي ينشدونه في مجتمعاتهم. وحيث إنهم مشغولون بالعلم والمعرفة، فإنهم يعلمون من الجانب النفسي (علم النفس)، أن هذه المهنة من الأسباب التي تزرع الحقد والكراهية والانتقام بين طبقات المجتمع وشرائحه، لذا لايعترفون بها أصلاً، ولا مكان عندهم لمن ينتمي لهذه الفئة، وهذا من أسباب نجاحهم وتفوقهم. وسبحان الله، كأننا لم نقرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم المدّاحين فاحثوا في وجوههم التراب». بقي أن أقول إن هناك فرقاً بين الثناء لمن يستحقه والتطبيل من أجل التطبيل!