بعد الجزء الأول من مذكراته"درب وسنابل"، الذي تناول فيه حياته من الطفولة إلى"الديبلوماسية"، وذكرياته سفيراً للبنان في أكثر من دولة أجنبية، أصدر وزير الخارجية اللبناني السابق فوزي صلّوخ الجزء الثاني من مذكراته في مجلّد ضخم نحو ألف صفحة بعنوان"مذكراتي وزيراً للخارجية والمغتربين". ويستكمل في كتابه هذا، الصادر عن دار المنهل اللبناني، كتابة مذكراته من النقطة التي توقّف عندها في الجزء الأوّل من سيرته. ينطلق صلّوخ من لحظة تولّيه وزارة الخارجية والمغتربين في حزيران يونيو 2005، لينتهي عند عملية التسليم والتسلّم في 12 تشرين الثاني نوفمبر 2009. والسنوات الأربع التي يرصدها الكتاب امتدّت على صفحات تساوي، أو بالأحرى تفوق في عددها تلك التي احتاجتها مذكراته الخاصة بالجزء الأكبر من حياته في"درب وسنابل"، وربما يعود ذلك إلى ظروف هذه المرحلة الدقيقة ما بين 2005 و2009، حين عاش لبنان ظروفاً قاسية ومعقّدة، بدءاً من استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتداعيات اغتياله، وصولاً إلى حرب تموز 2006 ومن ثمّ النزاعات الداخلية والاعتصامات التي أدّت إلى انقسام اللبنانيين بين فريقي 8 و14 آذار. ولا يكتفي صلّوخ بالوقوف عند الأحداث المحليّة التي طبعت فترة توليه وزارة الخارجية في تلك المرحلة الدقيقة، وإنما استعرض الظروف والمؤثّرات الخارجية التي سبقت هذه الفترة أو التي مهدت لها. ويضمّ الكتاب في وسطه مجموعة كبيرة من الصور له مع شخصيات عربية وعالمية مهمة -أثناء قيامه بمهامه كوزير للخارجية اللبنانية.