صدر الروائي محمود تراوري رواية جديدة بعنوان: «جيران زمزم» عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت. ونقرأ في غلاف الرواية: «مطلق ابن جدة كما يفضل أن يعرف نفسه لمن يسأله (وش تعوّد؟!)، ينتمي إلى تلك العائلات التي استقرت في الهنداوية البخارية والكندرة والرويس، قادمة من عنيزة، كان أبوه من كبار التجار الذين حرصوا على تعليم أبنائهم تعليماً راقياً، كانوا بمجرد إنهائهم المرحلة الإعدادية، يلقي بهم في بيروت، منهم من أكمل تعليمه في أميركا وفرنسا وبريطانيا. قدّم أطروحة الدكتوراه عن عائلة ليست قرشية أو هذلية استقرّت في الحجاز منذ 300 عام، كانت تعمل في الطوافة، ثم التجارة، مروراً بالإمامة في الحرمين، والتدريس في جنباته، وإبقاء جذوة العلم متقدة فيه! كان يركّز في أطروحته على أن هذا النمط هو السائد في قيام اجتماع وعمران الحواضر العربية والإسلامية على الإطلاق. أذهل الغرب وهو يُفكك سطحية جواسيس ال18 وال19، الذين كتبوا بتعالٍ وجهل وصفاقة، أمثال بيركهارت وهورخونيه سنوك وبرايتون، مؤكداً أن الحجاز ينقسم إلى حاضرة وبادية، ولا يحق لطرف إلغاء الآخر أو تعميم نمطه على الآخر، وأنه من غير الصواب أن يأتي رهط من بادية الحجاز التاريخية اليوم، ومن بعد انتقالهم للمدن مع الطفرة النفطية من ثلاثة عقود مضت، بمطالبة ما لا يحق لهم من إرث وتاريخ ونهضة صنعها حضر الحجاز المعجونين في مدنيّته منذ قرون، وفق آلية معروفة وموثقة في كل سجلات الحجاز وكتب التاريخ». في كتابه هذا، الصادر عن دار المنهل اللبناني، كتابة مذكراته من النقطة التي توقّف عندها في الجزء الأوّل من سيرته. ينطلق صلّوخ من لحظة تولّيه وزارة الخارجية والمغتربين في حزيران (يونيو) 2005، لينتهي عند عملية التسليم والتسلّم في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009. والسنوات الأربع التي يرصدها الكتاب امتدّت على صفحات تساوي، أو بالأحرى تفوق في عددها تلك التي احتاجتها مذكراته الخاصة بالجزء الأكبر من حياته في «درب وسنابل»، وربما يعود ذلك إلى ظروف هذه المرحلة الدقيقة (ما بين 2005 و2009)، حين عاش لبنان ظروفاً قاسية ومعقّدة، بدءاً من استشهاد الرئيس رفيق الحريري وتداعيات اغتياله، وصولاً إلى حرب تموز 2006 ومن ثمّ النزاعات الداخلية والاعتصامات التي أدّت إلى انقسام اللبنانيين بين فريقي 8 و14 آذار. ولا يكتفي صلّوخ بالوقوف عند الأحداث المحليّة التي طبعت فترة توليه وزارة الخارجية في تلك المرحلة الدقيقة، وإنما استعرض الظروف والمؤثّرات الخارجية التي سبقت هذه الفترة أو التي مهدت لها. ويضمّ الكتاب في وسطه مجموعة كبيرة من الصور له مع شخصيات عربية وعالمية مهمة -أثناء قيامه بمهامه كوزير للخارجية اللبنانية-.