شهدت التظاهرات المناهضة للحكومة العراقية امس تطوراً خطيراً، بعد حصول اشتباك بين متظاهرين في الفلوجة وقوات من الجيش أوقعت قتلى وجرحى، في حين تظاهر مئات الآلاف في المدن والمناطق السنية في جمعة"لا تراجع"، في إشارة إلى رفض فض الاعتصامات حتى تنفيذ مطالبهم. وشملت التظاهرات محافظات الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك شارك فيها مئات الآلاف، منددين بسياسة الحكومة، ولوحظ ارتفاع سقف المطالب والدعوة إلى إقالة الحكومة وتعديل الدستور. وتواجه متظاهرو الفلوجة للمرة الأولى مع قوات الجيش وقتل خمسة متظاهرين وجرح العشرات. وقال شيخ عشائر الباقريين في الفلوجة محمد البجاري في اتصال مع"الحياة"امس، إن"قوات من الجيش قتلت عدداً من المتظاهرين وجرحت المئات عندما تصدت لمتظاهرين كانوا يرغبون في دخول المدينة". وأوضح أن"محتجين من خارج الفلوجة وصلوا نقطة تفتيش وتحدث رجل دين يقودهم مع الضابط طالباً السماح لهم بالدخول وأنهم مسالمون، إلا انه رفض ذلك واعتدى جندي على الشيخ، ما أدى إلى استنفار المتظاهرين". وأضاف أن"عناصر نقطة التفتيش بدأوا إطلاق النار باتجاه المتظاهرين، ما أدى الى مقتل ستة منهم وجرح 40"، ولفت إلى أن"هذه الحادثة وصلت إلى شيوخ وعشائر الأنبار المعتصمين في الرمادي، فدعوا إلى عقد اجتماع عاجل لاتخاذ موقف". وأغلقت قوات الجيش مداخل الفلوجة ووصلت تعزيزات عسكرية من بغداد لضبط الأمن، وفرض حظر للتجوال حتى إشعار آخر. في الموصل، هدد المتظاهرون بقطع الطريق إلى بغداد في حال عدم استجابة مطالبهم. وقال ناطق باسم مجلس شيوخ عشائر المدينة، إن"مجلس نينوى سيوجه اعتباراً من عصر اليوم امس أبناءه بقطع الطريق الرابط بين الموصل وبغداد". وحمل المتظاهرون أعلاماً عراقية ولافتات كتب عليها"الشعب يريد إسقاط النظام"و"لا للطائفية ولا للتفريق نعم لعراق موحد"، و"كفى تهتفون اكسروا باب السجون"، و"الشعب يريد إسقاط النظام". وقال محافظ الموصل أثيل النجيفي في اتصال مع"الحياة"، إن"ما جرى من تصعيد في مطالب المتظاهرين متوقع في ظل سوء إدارة الأزمة وعدم تجاوب الحكومة معهم". وأضاف أن"مطالب المتظاهرين بدأت تتصاعد وتطالب اليوم بإسقاط الحكومة، وأحذر من أن التصعيد سيتجاوز الحكومة إلى المطالبة بتعديل الدستور أو تغييره". في سامراء، خرج عشرات آلاف المتظاهرين من مختلف المدن محافظة صلاح الدين يحملون أعلاماً ولافتات كتب على واحدة منها"ارحل يا مالكي"، وعلى أخرى"الشعب يريد إسقاط النظام"، فيما هتف آخرون"الشعب يريد تطهير النظام". في محافظة ديالى، تظاهر الآلاف مطالبين بتغيير الحكومة والدستور هاتفين:"إيران بره بره بغداد تبقى حرة". وفي العاصمة، شهدت غالبية المناطق السنية إجراءات أمنية مشددة حول الجوامع، خصوصاً في الأعظمية والغزالية والعامرية واليرموك والتاجي.