كشفت مصادر أمنية تركية عن اجتماع وصفته بالمهم جرى بين مسؤولين بارزين في الاستخبارات وزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان القابع في سجن امرالي. وافادت صحيفة"حرييت"الواسعة الانتشار امس، ان اللقاء بين الجانبين الذي استمر اربع ساعات الاحد، كان ايجابياً وتناول آليات القاء الحزب للسلاح، ونقلت عن مصادر استخباراتية أن اللقاء أتى تتويجاً للقاءات سابقة اقل مستوى، بهدف تصفية حزب العمال الكردستاني خلال شتاء هذه السنة. وأضافت المصادر أن أوجلان تجاوب مع طروحات محاوريه واشترط خروجه من السجن الى الاقامة الجبرية في منزله، من أجل تسهيل لقاءاته مع مسؤولي الجناح العسكري للحزب ومن أجل توفير مناخ يساعد على الحل وكخطوة لابداء حسن النية من جانب الدولة التركية. وأفادت تسريبات ان اللقاءات بين الاستخبارات التركية وأوجلان ستستمر الى حين وضع"خريطة طريق"لحل شامل لنزع سلاح الحزب وايجاد مأوى لقياداته والاتفاق في شكل مبدئي على سبل سياسية لتلبية مطالب الاكراد. وتعهد أوجلان اختيار موفد لنقل ما يتم الاتفاق عليه الى الجناح العسكري للحزب. وتتضمن خريطة الطريق المقترحة عرضاً من أنقرة بخروج العناصر المسلحة لحزب العمال الكردستاني من تركيا الى شمال العراق، بعد تسليم اسلحتها، وارسال قيادات الحزب المطلوبة للعدالة في تركيا الى دولة غير اوروبية، يرجح ان تكون استراليا التي جرى تبادل رسائل معها في هذا الشأن. لكن المعلومات التي سربتها الاستخبارات التركية لم تتضمن في المقابل طلبات اوجلان السياسية أو تصوراته لحل القضية، علماً ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قال لقناة"تي أر تي"الرسمية قبل يومين أن الوقت حان لترك السلاح وحل القضية الكردية من خلال الحوار والسياسية، معتبراً أن الديموقراطية في تركيا نضجت بشكل كاف يمكن معه حل هذه المسألة. ورأى محللون في ذلك اشارة الى امكان السماح لحزب العمال الكردستاني بالتحول الى حزب سياسي يرأسه اوجلان الذي سبق وان طالب بحكم ذاتي للاكراد، والسماح لهم بالتعليم بلغتهم الام. وكان أردوغان نفى مراراً نية حكومته الافراج عن اوجلان أو العفو عنه، لكن مقربين من رئيس الوزراء اشاروا الى انه يرغب في ايجاد حل للقضية الكردية، لتعزيز موقعه كمرشح قوي للانتخابات الرئاسية سنة 2014.