لاحت بوادر أزمة ديبلوماسية بين الخرطوم ولندن عقب اتصال هاتفي ساخن بين وزير الخارجية السوداني علي كرتي ونظيره البريطاني وليام هيغ عن الاعتداءات التي تعرضت لها سفارات غربية في السودان الاسبوع الماضي. وطلب الوزير البريطاني خلال الاتصال من الحكومة السودانية تعزيز الأمن لحماية البعثات الديبلوماسية ونقل قلق بلاده على أمن وسلامة مسؤولي السفارة البريطانية فى الخرطوم بعد هجوم طاول مبانيها الجمعة الماضي احتجاجاً على الفيلم المسيء إلى الإسلام. ورد كرتي على تلك المخاوف مؤكداً أن"السودان لن يقبل دروساً من أحد للتذكير بواجبه في حماية البعثات الديبلوماسية"، وطالب الوزير البريطاني ب"النأي ببلاده عما حدث، خصوصاً أنها ليست طرفاً في ما جرى من أحداث". ونقل إلى هيغ"وفاة عدد من المحتجين السودانيين وجرح أكثر من خمسين شرطياً أثناء قيامهم بواجبهم في حماية البعثات الديبلوماسية". ونبّه إلى أن الاحتجاجات التي خرجت في الخرطوم"كانت تقصد السفارة الالمانية، ووجود السفارتين الالمانية والبريطانية متجاورتين، ومحاولات حرس السفارة البريطانية إطلاق قنابل دخانية على المحتجين استفزهم لكنهم تجنبوا التعرض للسفارة البريطانية"، بحسب كرتي. واجتاح متظاهرون سودانيون السفارة الالمانية في الخرطوم بسهولة وأحرقوا جزءاً خارجياً منها ورفعوا علماً جهادياً في إطار تظاهرات نظمت الجمعة. وحاول بعضهم الهجوم على السفارة البريطانية. وكان السودان رفض طلباً أميركياً باستقبال وحدة أمنية لتعزيز حماية السفارة الأميركية في الخرطوم. إلى ذلك، قالت الشرطة السودانية إنها أحبطت ثاني محاولة تهريب أسلحة إلى ولاية الخرطوم من ولاية جنوب كردفان المضطربة واتهمت تحالف"الجبهة الثورية السودانية"المؤلف من متمدي دارفور و"الحركة الشعبية - الشمال"بالسعي إلى زعزعة الأمن في العاصمة. وقالت إنها ضبطت شاحنة تحمل أسلحة وذخائر في مدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض سعى المهربون إلى إخفائها أسفل الشاحنة التي على متنها خراف بغرض التمويه. وفي ولاية القضارف المتاخمة للحدود الاثيوبية في شرق السودان، ذكرت السلطات أنها أوقفت شخصين وضبطت اسلحة على متن سيارة"كانت في طريقها الى دولة جارة لدعم جماعات مسلحة هناك"، في إشارة إلى اثيوبيا. من جهة أخرى، اتفقت دولتا السودان وجنوب السودان على تبادل السجناء لقضاء بقية محكومياتهم في بلدانهم إلى جانب تذليل الصعوبات التي تواجه ترحيل الجنوبيين العالقين في السودان. وقال مفوض العون الإنساني في الحكومة السودانية سليمان عبدالرحمن في تصريح إن وفداً من جنوب السودان ناقش مع وزير الداخلية ترحيل الجنوبيين العالقين في ولاية الخرطوم الذين يتجاوز عددهم 165 ألفاً، إضافة إلى نحو أربعة ألاف آخرين في منطقة النيل الابيض في وسط البلاد، مشيراً إلى أن ترحيل العالقين سيكون عبر السكك الحديد والجو عقب استئناف الرحلات الجوية. على صعيد آخر، وصل إلى الخرطوم أمس رئيس الوزراء المصري هشام قنديل على رأس وفد كبير يضم 6 من وزراء حكومته ومحافظ البنك المركزي فاروق العقدة في أول زيارة له إلى دولة عربية. ومن المقرر أن يلتقى قنديل خلال الزيارة التي تستمر يومين الرئيس عمر البشير وعدداً من المسؤولين لمناقشة التعاون المشترك في المجال الزراعي والإنتاج الحيواني وإنتاج اللحوم في البلدين بما يقلل من تكلفة استيراد هذه السلع والمنتجات من الخارج.