قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس إن انشقاق العميد في الحرس الجمهوري السوري مناف مصطفى طلاس الذي كان صديقاً مقرباً من الرئيس السوري بشار الأسد يدل على أن حكم الأسد غير قابل للاستمرار. وقال في مؤتمر صحافي عقب اجتماع وزراء خارجية دول عربية وغربية مع المعارضة السورية"الجميع يعتبرون هذا ضربة للحكومة.. هذا يعني أن الحاشية المقربة منه بدأت تفهم أن النظام غير قابل للاستمرار". وتابع:"أن المقربين من النظام بدؤوا يدركون عدم إمكانية دعم شخص مجرم مثل بشار الأسد". وأكد فابيوس الانشقاق، وأضاف"انه في طريقه إلى باريس". وكان مصدر قريب من السلطات السورية قال في اتصال مع وكالة فرانس برس"لقد انشق العميد مناف طلاس منذ ثلاثة أيام وغادر سورية على ما يبدو". وأوضح المصدر القريب من السلطات أن زوجة طلاس وشقيقته ناهد عجه، أرملة الملياردير اكرم عجه، موجودتان في باريس. ويتحدر طلاس من الرستن في محافظة حمص وسط، المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ اشهر طويلة والتي تعتبر معقلاً للجيش السوري الحر. وقد كان صديق طفولة لبشار الأسد، بحكم العلاقة الوثيقة بين العائلتين. وكان مناف طلاس قائد اللواء 105 في الحرس الجمهوري، إلا انه أقصي من مهماته منذ حوالى السنة بعد أن فقد النظام ثقته به. وقال المصدر القريب من السلطات إن مناف طلاس قام بمحاولات مصالحة بين السلطة والمعارضين في الرستن ودرعا جنوب، لم تحقق نجاحاً. وأضاف انه تخلى عن بزته العسكرية منذ بضعة اشهر وبات يتنقل بملابس مدنية، وكان يقيم في دمشق، وأطلق لحيته وشعره. وقال مصدر آخر في دمشق إن الطلاق بين مناف طلاس والنظام حصل خلال العملية العسكرية على حي بابا عمرو في مدينة حمص في شباط فبراير وآذار مارس الماضيين، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحي ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل. وأشار المصدر إلى أن ما زاد من غضب مناف طلاس هو رفض الرئيس السوري ترقيته إلى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي الذي يصدر مطلع تموز يوليو من كل سنة. وقال مقربون من العميد طلاس إن كل عائلته أصبحت في الخارج، وكذلك شقيقه رجل الأعمال فراس طلاس المستقر في دبي والذي نشر في مطلع الحركة الاحتجاجية تعليقات مؤيدة لها على مدونته على شبكة الإنترنت. ويتولى احد أبناء عم مناف طلاس، وهو عبد الرزاق طلاس، قيادة"كتيبة الفاروق"التابعة للجيش السوري الحر. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن رداً على سؤال لوكالة فرانس برس"إذا تأكد انشقاق مناف طلاس، سيشكل ذلك ضربة قاسية للنظام والمقربين منه". ووصف رئيس المجلس الوطني السوري انشقاق طلاس بأنه"ضربة هائلة"لنظام الأسد، مؤكداً أن المعارضة ستحاول"التعاون"معه وتدعو إلى انشقاقات أخرى. وأكدت رسالة موقعة باسم مناف طلاس وصلت عبر البريد الإلكتروني إلى فرانس برس أن طلاس غادر سورية بعد أن أصبحت حياته وحياة عائلته مهددة بالخطر، داعياً زملاءه العسكريين إلى حذو حذوه. ولم يكن لفرانس برس التأكد من صحة البريد وهوية مرسله. وجاء في الرسالة التي لا تحمل تاريخاً:"لقد غادرت سورية منذ لحظات قليلة". وأضافت:"لم أدخل المؤسسة العسكرية مؤمناً يوماً أنني أرى هذا الجيش يواجه شعبه". وتابعت:"إن سبب امتناعي عن تأدية مهامي ومسؤولياتي داخل الجيش يكمن في أنني لم أوافق إطلاقاً على سير العمليات الإجرامية والعنف غير المبرر الذي سار عليه نظام الأسد منذ أشهر عدة". ووجه طلاس، بحسب الرسالة، شكره إلى"كل من مكنوني من مغادرة الأراضي السورية التي أصبحت فيها حياتي وحياة أقاربي مهددة وفي خطر". ودعا زملاءه"العسكريين مهما تكن رتبهم والذين ينجرون في قتال ضد شعبهم ومبادئهم إلى عدم تأييد هذا المسار المنحرف". وقال انه يقر"بشرعية النضال الذي تقوده المعارضة وخصوصاً على الأرض". ويقول طلاس في الرسالة الإلكترونية المنسوبة إليه"بعد أيام قليلة، سأتكلم بشكل مفصل عن دوافعي وخطواتي نحو المستقبل". ورحبت الولاياتالمتحدة بانشقاق طلاس، معتبرة أنه ضربة كبيرة للنظام. وأعلن جون كيربي الناطق باسم البنتاغون:"إنه مسؤول كبير في الجيش السوري وصديق للأسد، نعتقد بالتالي انه ينبغي عدم الاستخفاف بهذا الانشقاق"، وقال إن الولاياتالمتحدة"ترحب بهذا الانشقاق وتعتقد انه مهم".