اصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد كتاباً يتضمن أوراق العمل التي طرحت في الندوة الأولى للمواقع الدعوية السعودية على الانترنت (نحو مستقبل أكثر تأثيراً) والذي نظمته الوزارة خلال الفترة 7-8/11/1432ه الموافق 5-6/10/2011م في الرياض. وكان المشاركون في الندوة قد وافقوا على ايجاد ميثاق شرف يتضمن السياسة العامة للعمل الدعوي على الإنترنت يحقق المقاصد الشرعية ويحفظ المنهج الصحيح في الوسائل والغايات الدعوية، وذلك وفق القواعد الآتية: 1- الانطلاق في العمل الدعوي عامة وعلى الانترنت خاصة من تقوى الله - تعالى - والاخلاص له ، ومراقبته الدائمة في السر والعلن. 2 التزام مرجعية الكتاب والسنة وفق منهج السلف الصالح في العقيدة والشريعة، والتعامل من المخالف من المسلمين وغيرهم. 3 مراعاة الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى على الإنترنت وبخاصة في الأولويات المتعلقة بالمضامين والوسائل والشرائح المستهدفة . 4 الحرص على جمع الكلمة ووحدة الصف بين المسلمين عامة ، وفي المملكة العربية السعودية بصفة خاصة ، والبعد عن كل ما يثير الفتن والفرقة والنزاع . 5 تعزيز الوسطية والاعتدال في الدعوة إلى الله تعالى ، ومواجهة مظاهر الخروج عنها إفراطًا أو تفريطاً والقيام بهذه المسؤولية بشكل فاعل . 6 توثيق رابطة العلاقة بين الراعي والرعية بما يحفظ الجماعة ويعزز الوحدة والانتماء للوطن. 7 تنمية روح التعاون بين المواقع الدعوية بما يحقق التكامل المنشود في خدمة أهداف الدعوة إلى الله ونبذ مظاهر الصراع السلبي أياً كانت دوافعه . 8 أن يكون الكشف عن فتن الشبهات والشهوات بحكمة وواقعية ومعالجتها وفق المنهج الشرعي . 9 البعد عن الترويج للفتاوى الشاذة ، والأحاديث الباطلة ، والإشاعات المغرضة ، وما يثير البلبلة ويسيء إلى مكانة ولاة الأمر والمؤسسات الشرعية والعلماء المعتبرين ، وأن لايتصدى للفتوى والدعوة إلا المؤهلون من طلاب العلم وأهل الاختصاص . 10 إشاعة ثقافة الحوار وفق آدابه الشرعية والتزام العلم والعدل والأمانة في الأقوال والنقول وتلمس أوجه الخير والبر وانتهاج النقد الهادف البناء . 11 الالتزام بالانظمة المرعية في المملكة العربية السعودية بما فيها حقوق الملكية الفكرية تحقيقاً للمصلحة والانضباط والاجتماع . 12 تكامل الجهود وتضافرها بين المواقع الدعوية السعودية والجهات الرسمية ذات العلاقة بما يخدم الدعوة إلى الله تعالى . وكان بتوجه معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وإشراف مباشر من معاليه بادرت الوزارة ممثلة في وكالتها لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد إلى عقد هذه الندوة للمواقع الدعوية السعودية على الانترنت , وقد حددت أهدافها بالآتي: 1. تشجيع العمل الدعوي على الإنترنت, وتحفيز القادرين على الإسهام فيه. 2. دراسة واقع الدعوة على الشبكة العالمية للمعلومات “الإنترنت”. 3. تفعيل التكامل بين الجهود الدعوية على “الإنترنت”. 4. تنسيق الجهود في محاربة الغلو والإرهاب. وقد اجتمع في هذه الندوة نخبة من المختصين والعاملين في مجال الدعوة إلى الله عبر الشبكة العالمية للمعلومات “الإنترنت”, والمشرفين على المواقع الدعوية السعودية, وذلك في يومي الأربعاء والخميس 7 8/11/1432ه بفندق الماريوت بمدينة الرياض, وانتظمت أربع جلسات ألقي فيها ( 23 ) ورقة عمل وبعد مناقشات ومداخلات خلص المشاركون إلى التوصيات الآتية : 1. التوكيد على القيام بواجب الدعوة إلى الله من خلال “الإنترنت” وضرورة استثمار الوسائل الممكنة في ذلك, وحث طلاب العلم والدعاة والباحثين بضرورة المشاركة بما يقدرون عليه. 2. العمل على سد الفراغ في التخصصات التي لا تزال بحاجة إلى كثير من الاهتمام, وبخاصة مجالات الطفل والأسرة والمسلم الجديد. 3. العمل على ألا يتصدى للدعوة من خلال “الإنترنت”؛ إلا المؤهلون من طلاب العلم وأهل الاختصاص وألا يتصدى للفتوى إلا المؤهلون لها وفقا للضوابط الصادرة في هذا الشأن . 4. العمل على تفعيل استخدام برامج الإنترنت ووسائل الاتصالات الإلكترونية المختلفة في عقد الاجتماعات وتنظيم الدروس والمحاضرات والدورات والتعليم عن بعد. 5. الحث على استثمار العمل التطوعي في مجال الدعوة إلى الله وتنظيمه تحت إشراف جهات موثوقة, والإفادة من تلك الطاقات المعطلة من المئات من الشباب من الجنسين في ذلك. 6. العمل على تقديم مواد علمية وخدمات وإعلانات للتعريف بالإسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في المواقع العالمية الكبرى على “الإنترنت”. 7. العناية بإيجاد المواقع التي تُعنى بالدعوة إلى الله باللغات الحية, كالإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والصينية، والألمانية, واللغات التي تقل الدعوة إلى الله عبرها، كالإسبانية، والبرتغالية والإفادة من طلاب وطالبات المنح في ذلك وإعدادهم للدعوة إلى الله علميا وفنيا, مع مراعاة الجوانب اللغوية والنفسية والثقافية في الدعوة الإلكترونية لغير المسلمين (باللغات العالمية). 8. العمل على إيجاد مواقع متعددة مختصة بالطفل؛ تعنى بتعليمه وتثقيفه وتهذيب سلوكه, وتستخدم البرامح العلمية والترفيهية المناسبة. 9. تدريب عدد من الكوادر الشابة وتنمية مهاراتِهم العلمية للتصدي للهجمات الشرسة المنظمة ضد الإسلام والمسلمين والتصدي للمواقع الخبيثة التي تعمل على إثارة الفتن والشبهات والشهوات. 10. اعتماد تدريس مواد دراسية حول الدعوة الإلكترونية في كليات الدعوة والإعلام. 11. تبني وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مشروعاً إلكترونياً للتدريب على الأعمال الدعوية من خلال “الإنترنت”. 12. العمل على إقامة دورات ولقاءات إعلامية, تخدم كتاب المواقع الدعوية. 13. حث شركات الاتصالات على القيام بنشر رسائل دعوية وخدمات مجانية في مجال التعريف بالإسلام من خلال شبكات الهاتف المحمول باللغات العالمية. 14. العمل على تعزيز ثقافة التخطيط الاستراتيجي بين المواقع الدعوية السعودية ، والإفادة مما لدى الآخرين من جهود علمية مميزة في الرفع من مستوى المهنة الدعوية؛ كعقد المؤتمرات، وإنشاء الرابطات، وإقامة الدورات المتخصصة, وإعداد برامج علمية للتدريب على التخطيط الاستراتيجي الناجح، والتعاون مع المراكز البحثية في ذلك. 15. العمل على توفير الضمانات الحقيقية لتقويم الخطط الاستراتيجية للمواقع الدعوية، سواء بالبرامج العلمية المتخصصة أم بتحديد اللوائح التنظيمية والإجراءات اللازمة. 16. ضرورة الاهتمام بمعايير الجودة ونشر ثقافة تطبيقها في المواقع العلمية والدعوية، وبيان أن ذلك من إحسان العمل ، ويسهم في النهوض بمستوى المواقع العلمية والدعوية ومعالجة كثير من الأخطاء الشائعة. 17. إنشاء موقع متخصص في معايير جودة المواقع العلمية والدعوية يقدم ثلاث خدمات مهمة هي: • تتميم دراسة المعايير الموجودة وتحديثها وتقريب الوسائل المعينة على تحقيقها. • تقويم المواقع العلمية والدعوية وتصنيفها إلى مستويات، وإبراز المواقع المطبقة لها بنسبة مرضية. • إيجاد فريق من المحكَّمين في التخصصات التي تدعو الحاجة إليها لمناقشة جوانب الإجادة والتقصير في المواقع المعروضة للتحكيم، وإيجاد نافذة للتواصل مع أصحاب هذه المواقع، وتقديم الخدمات الاستشارية اللازمة. 18. تنظيم فعاليات تنشيطية لتحفيز أصحاب المواقع الدعوية والعلمية إلى تحقيق معايير الجودة، كالمسابقات والملتقيات والمعارض الدعوية. 19. التوكيد على ضرورة الاهتمام بالتطوير الفني والتقني في المواقع الدعوية بما يواكب تطورات الشبكة, ودعوة خبراء البرمجة والمهندسين المختصين للإسهام في تطوير المواقع الإسلامية الدعوية على الإنترنت وحمايتها ودعمها فنياً وبرمجياً, ودعم وتشجيع الجهود البحثية التي تهدف إلى تطويع التقنيات المعلوماتية في خدمة الدعوة إلى الله. 20. ضرورة دعم الجهات الحكومية ذات الاختصاص كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة والإعلام للمواقع الدعوية السعودية ومن صور الدعم المنشود الآتي: • تأليف لجنة عليا للمواقع الدعوية السعودية على “الإنترنت” يرأسه معالي الوزير حفظه الله ويكون له اجتماع فصلي ، وله جمعية عمومية سنوية لكل المسؤولين على المواقع. • إنشاء رابطة للمواقع الدعوية على “الإنترنت” تتولى التنسيق بين المواقع، وتقديم المشورة للدعاة الراغبين في دخول ميدان الدعوة الإلكترونية، وتتولى وزارة الشؤون الإسلامية إدارة هذه الرابطة والإنفاق عليها لضمان نجاحها واستمرار أدائها. • العمل على إصدار نشرة إلكترونية دورية تعنى بشؤون وسائل الدعوة إلى الله عبر الإنترنت وإتاحتها للمتصفحين عبر الإنترنت من خلال موقع الوزارة وغيره ، بحيث تتابع هذه النشرة الجديد في وسائل الدعوة عبر الانترنت. • إقامة جائزة سنوية برعاية وزارة الشؤون الإسلامية لأفضل المواقع الدعوية. • وضع ضوابط لجميع المواقع الدعوية السعودية أو ميثاق شرف أو دستور تلتزم به وتعمل في ضوئه. • المساعدة في تيسير الأذونات لأصحاب المواقع الدعوية السعودية من قبل وزارة الثقافة و الإعلام وعمل آلية لذلك. • العمل على إيجاد البرامج المؤثرة في إقناع المحسنين وأهل الخير في الاستثمار الأخروي في هذه الوسائل الحديثة، فالعصر عصرها وأثرها لا ينكره أحد. 21. التوكيد على ضرورة التعاون والتنسيق بين المواقع الدعوية السعودية المختلفة لتوفير الطاقات والحصول على أفضل النتائج وهو ما يفضي إلى التكامل المنشود بينها ويمكن الإفادة في ذلك من الآتي: • إيجاد البرامج التي تكفل التنسيق والتعاون بين المواقع كإقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل والملتقيات التنسيقية, والتي يتم من خلالها تبادل الخبرات العلمية والفنية. • تأسيس هيئة غير ربحية لدعم التعاون والتنسيق بين المواقع والمنتديات الدعوية بعد استيفاء المتطلبات النظامية لذلك . • تبادل المواد العلمية المتخصصة والإفادة من المواقع الأكثر تخصصا أو الإحالة إليها فيما تتميز به. • إنشاء لجان تنسيقية لجميع المواقع الدعوية والعلمية، وتتألف من كوادر عالية الخبرة؛ فنية وعلمية وشرعية ودعوية، من أجل توحيد الجهود والآليات، وتوزيع الأدوار والمهام لكل موقع على حدة. • القيام بالدعاية الإعلامية بعضها لبعض، داخل كل موقع والدلالة على عناوين المواقع المهمة والنافعة. • العمل على تكرار هذه الندوة سنويا لتقييم التكامل بين المواقع الدعوية ورأب أي صدع قد يؤثر على ذلك التكامل. 22. التوكيد على ضرورة مكافحة الغلو والإرهاب والفكر العنيف القائم على التكفير والتفجير من خلال المواقع الدعوية السعودية على “الإنترنت”, واستخدام الوسائل والأساليب الناجعة في ذلك ومنها: • إنشاء موقع تحت مسمى (الكشاف) أو (الكاشف) يرد على الانحرافات العقدية والفكرية عموما وينقض شبهها, ويكون موسوعة فكرية تعالج الانحرافات والشبه. • وضع أقسام تحارب الغلو والإرهاب في المواقع الحكومية التي يحتاجها كل مواطن, أوالإحالة بشكل لافت إلى المواقع المختصة في ذلك. • إلزام مواقع المكاتب التعاونية التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، و المواقع التعليمية التابعة لوزارة التربية التعليم، بإيجاد صفحة أو منتدى يعنى بالأمن الفكري. • الإفادة من المجموعات الدعوية وما يسمى ب(القروبات) وذلك بإيجاد مجموعات متمكنة في العلم تقوم بإغراق المواقع السعودية، والبريد الإلكتروني بالنشرات التوعوية المختصة بالأمن الفكري. • العمل على تغذية مواقع الوسائط ك (youtube) ونحوه, بأكبر كم ممكن من المواد الصوتية والمرئية في التوعية في مجال الأمن الفكري. • إيجاد مكتبة الكترونية علمية مختصة بالأمن الفكري، تضم الكتب، والفتاوى ، والبيانات الصادرة من الجهت العلمية التي تبين حقيقة الفكر الضال، والرد على الشبه وكشفها، وتنشر في “الإنترنت”، وتوزع في أقراص مضغوطة في كافة الجهات. • ضرورة وضع عملية التوجيه الفكري عبر مواقع الانترنت في يد مجموعة من المتخصصين المتمكنين علميا لا الهواة ولا المبتدئين. 23. ضرورة مكافحة المواقع التي تنشر الفساد والشر بشتى الوسائل الممكنة ومنها: • العمل على حجب المواقع الضارة التي تدعو إلى الفساد والشر والتعاون مع الجهات المختصة في ذلك. • التوكيد على أهمية تضافر الجهود في مواجهة الغزو الفكري سواء منه العقدي أم الأخلاقي. • توسيع الوعي بمخاطر “الإنترنت” على الأجيال في حال تركها دون رقابة أوضوابط. • العمل على حلول لمشكلة التعامل الخاطئ مع “الإنترنت”, وذلك بإعداد البحوث الميدانية في ذلك وعقد المؤتمرات والندوات المختصة في المجالات التربوية والنفسية والطبية والتنسيق مع الجهات المختصة في ذلك. 24. ضرورة التوعية بالأنظمة الصادرة التي تنظم التعاملات الإلكترونية والإشادة بالجهات التي عملت على إصدارها. 25. المسارعة في تفعيل ما يمكن تطبيقه من هذه التوصيات لتكون دافعا نحو الاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوة منها.