الكآبة مرض نفسي منتشر على نطاق واسع، وتفيد المعطيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أن الكآبة هي السبب الأول في الولاياتالمتحدة والسبب الثالث في البلدان الأوروبية للإصابة بالأزمات القلبية والدماغية. لا شك في أن مرض الكآبة يحتاج إلى العلاج الطبي بإشراف اختصاصي في الأمراض النفسية، لكن بعض الباحثين يعتقد بأن الدعم الغذائي الموجه يمكن أن يساعد في الشفاء من هذا المرض وربما إلى الوقاية منه، ويتضمن هذا الدعم الأسس الآتية: تناول المصادر الغنية بالحامض الأميني التريبتوفان، ويعتبر هذا الحامض المكون الأساس للناقل العصبي السيروتونين في المخ المسؤول عن المزاج عند الإنسان. وفي دراسة ميدانية جرت على بضع مئات من النساء وضعن على حمية فقيرة بحامض التريبتوفان جاءت النتيجة لتسجل زيادة في حدة الكآبة لديهن. إن دعم المرضى بنظام غذائي غني بالحامض المذكور يساهم في التقليل من حدة القلق والكآبة لديهم. ومن أهم الأغذية الغنية بحامض التريبتوفان: السمك، الجبنة البيضاء، الدجاج، الشوفان. اعتماد المصادر الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا - 3 لأنها ضرورية لضمان عمل وظائف المخ على أحسن ما يرام. وفي دراسة أميركية حديثة وجد الباحثون من جامعة بيتسبرغ أن هناك ارتباطاً ما بين أحماض أوميغا- 3 المتوافرة في الأسماك وزيادة حجم المادة الرمادية في مناطق الدماغ التي لها علاقة بالمزاج والسلوك. وبينت الدراسة أيضاً، أن المرضى الذين لديهم ارتفاع في مستوى الأحماض الدسمة أوميغا- 3 في الدم أظهروا أنهم أكثر وداً وأقل تعرضاً لعوارض الكآبة الخفيفة والمتوسطة الشدة. استهلاك السكاكر المعقدة، لأنها تنساب في الدم ببطء، وتسمح برفع مستوى الغلوكوز في الدم الذي يشجع على زيادة مستوى حامض التريبتوفان في الدماغ. وتتوافر السكريات المعقدة في الخبز الكامل، والحبوب الكاملة، والبقوليات. الحصول على الكميات الكافية من فيتامينات المجموعة ب ب1، ب2، ب6، ب12 لأنها تفيد في تحسين وظائف المخ. ومن أهم المصادر: البيض، السلائب، الحبوب الكاملة، الخميرة، اللحوم، منتجات الألبان. ويجب عدم إغفال الفيتامين حامض الفوليك الذي يميل إلى النقصان كثيراً عند مرضى الكآبة، ويتوافر هذا الفيتامين في الشعير، والقمح، والجبن، والدجاج، ولحم البقر، والتين، والتوت، والخضروات الورقية الخضراء. أيضاً، لا يجب إغفال الفيتامين سي، المهم لعمل الجهاز المناعي ويساعد في منع الإصابة بالكآبة. التزود كفاية بالمعادن خصوصاً الكلس والمغنيزيوم المهدئين للجهاز العصبي، ومن أهم مصادرهما الحليب ومشتقاته، ومنتجات البحر، والخضروات الورقية.