فاجأت صناديق المؤشرات المتداولة"أي تي أف"المشابهة في تصميمها للصناديق الاستثمارية، محللين سويسريين في الشهرين الأولين من العام. وبرز عدد من هذه الصناديق المتداولة التابعة للدول النامية لجهة الأداء والنتائج المالية الأفضل عالمياً. ولاحظ الخبراء بروز الصناديق الخاصة بمؤشرات أسهم تابعة لفيتنام،"إكس أف في تي"في المرتبة الأولى، وحلّت في المركز الثاني صناديق المؤشرات المتداولة التركية التابعة لمؤشر الأسهم"لوكسر تركي"، ثم البرازيلية التابعة لمؤشر الأسهم"برازيل"، بعدها الروسية التابعة لمؤشر الأسهم"لوكسر روسيا"، تلتها الهندية"أم أس سي آي إنديا"، وأخيراً التايوانية"أم أس سي آي تايوان". وحققت قيمة الرسملة الخاصة بهذه الصناديق أرباحاً نسبتها 13 في المئة منذ مطلع العام، التي لم تسجل حتى في بورصة زيوريخ. وما يحصل يدلّ في شكل قاطع إلى تغيير مهم تخوضه خرائط الاستثمار الدولية، التي تركز قواها اليوم، على عدد من الدول النامية التي تنتظر بفارغ الصبر من يطلق طاقاتها الداخلية، خصوصاً إذا كان الحديث يتمحور حول أسواقها المالية. وينظر المستثمرون السويسريون بشغف إلى البورصة الفيتنامية، بما أن الساحة المالية السويسرية تشهد ركوداً طفيفاً في تداولاتها، عزاه البعض إلى مناورات مالية واسعة غير معلنة بعد، من شأنها إعادة رسم خطط مئات الشركات السويسرية العالقة في"عرين"الفرنك السويسري القوي الذي يحول دون توثيق أدائها المالي المتعلق بتجارتها الخارجية. ويُتوقع نمو أداء صناديق المؤشرات المتداولة الفيتنامية بنسب تتراوح بين 21.5 و23.5 في المئة حتى نهاية السنة. أما بالنسبة إلى أداء صناديق المؤشرات المتداولة التركية، فلا يستبعد الخبراء، أن يقفز أكثر من 30 في المئة، ما يمكن أن يجعل تركيا سوقاً واعدة للمستثمرين السويسريين الذي يراقبون أيضاً وعن كثب، الطفرة المعمارية التي يشهدها القطاع السياحي الواقع على الساحل التركي. ويقدر المراقبون حجم الأموال السويسرية الخاصة وغير المصرفية، التي ستتدفق حتى نهاية العام إلى صناديق المؤشرات المتداولة للدول النامية، بما لا يقل عن 840 بليون فرنك سويسري، ما يضع صناديق كهذه في المركز الثالث سويسرياً لجهة الجاذبية، بعد أعمال الاستثمارات النفطية وتلك الخاصة بالذهب ومشتقاته. لا يستطيع المستثمرون الكبار في سويسرا، الابتعاد كثيراً عن النشاطات المصرفية خصوصاً لجهة شراء الأسهم والسندات وبيعها داخل السوق السويسرية. لكن يبدو أن رغبة خوض مغامرة ستكون مضمونة وناجحة في قلب الأسواق المالية للدول النامية، وسيكون الشغل الشاغل للأغنياء السويسريين.