أعلنت الصين انها تدعم جهود المبعوث الاممي - العربي للازمة السورية كوفي انان، وذلك عشية زيارته إلى بكين والتي تهدف للحصول على دعمها لخطته لYنهاء العنف في سورية. يأتي ذلك فيما التقى الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الروسي ديميتري مدفيديف في سيول امس، حيث اتفقا على دعم خطة انان وانبثاق حكومة"مشروعة"في البلاد. واستغرق اللقاء بين الرئيسين 90 دقيقة على هامش قمة حول الامن النووي في العاصمة الكورية الجنوبية. وهذا اللقاء شكل الاتصال الاخير بين اوباما ومدفيديف بوصفهما رئيسين قبل عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين. وفي ختام اللقاء الثنائي تطرق اوباما بشكل مقتضب امام الصحافيين الى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سورية، حليفة موسكو منذ الحقبة السوفياتية. لكن البلدين اصبحا متفقين على"دعم جهود كوفي انان بهدف وقف حمام الدم في سورية"كما قال اوباما موضحاً ان الهدف النهائي هو قيام سلطة"مشروعة"في دمشق. وقال مدفيديف من جهته في تصريحات للصحافيين أنه يؤيد إلى جانب نظيره الأميركي مهمة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية. وتابع موضحاً:"نحن والرئيس الأميركى نعتبر أنه أسلوب جيد للتوصل إلى أول نقطة تهدئة على الأقل، واستمرار الطريق نحو التواصل بين العديد من القوى الاجتماعية المتواجدة حالياً في سورية". ونوه مدفيديف إلى أن أنان سيحصل على"جميع أنواع التأييد"، مشدداً على ضرورة أن تنتهى البعثة بتطوير الحوار الشامل بين جميع المجموعات المتواجدة فى البلاد وبين السلطات الحكومية. وأكد الرئيس الروسى على أن على روسيا والولايات المتحدة الأميركية يريدان العمل"بشكل يمنع وقوع حرب أهلية فى سورية ولا يخلق مشاكل جديدة". واعترف أوباما بوجود اختلافات محددة بين بلاده وروسيا حيال التعامل مع المشكلة السورية، مشيراً إلى أنه اتفق على وجوب تأييد مهمة أنان"الذى يحاول وضع نهاية لإراقة الدماء، وخلق آلية تسمح بإنشاء حكومة شرعية فى سورية". إلى ذلك، قال أنان إن الأزمة في سورية"لا يمكن أن تستمر لأجل غير مسمى"لكنه لم يحدد مهلة نهائية لحلها. وأضاف في تصريحات للصحافيين في موسكو قبل مغادرته الى بكين"من غير العملي طرح جداول وحدود زمنية في الوقت الذي لم يتم الحصول على موافقة الاطراف". وتابع:"لا يمكن السماح باستمرار هذا لأجل غير مسمى ومثلما قلت للأطراف على الأرض... لا يمكنهم مقاومة رياح التغيير". ومن المقرر ان يصل انان الى بكين صباح اليوم لإطلاع قادتها على خطته لإنهاء العنف في سورية، بعد ان زار روسيا حيث قدم له مدفيديف دعم موسكو. وتدعو خطة انان الى وقف اعمال العنف في سورية من طرفي الحكومة والمعارضة بإشراف الاممالمتحدة، بحيث يسحب الرئيس السوري بشار الاسد قواته من المدن المضطربة، وتنهي قوات المعارضة بدورها عملياتها القتالية، على ان يبدأ بعد ذلك حوار سياسي يهدف الى حل الازمة سلمياً. واشارت روسيا الى ان الدعم الخارجي للمعارضة السورية هو العقبة الرئيسية أمام السلام. وحثت اول من امس الاطراف الدولية على عدم الانحياز لطرف أمام الآخر في الصراع. وقال هونغ لي الناطق باسم الخارجية الصينية، ان"الصين تقدر وتؤيد جهود الوساطة التي يقوم بها انان، وتأمل في أن تسمح زيارته باجراء مناقشات معمقة حول التوصل الى حل سياسي للمسالة السورية". وصرح هوغ في مؤتمر صحافي، ان الصين تأمل في"حل عادل وسلمي وملائم"للأزمة، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. ويقول محللون إنه بعد تأييد روسيا لخطة أنان، ووصف مدفيديف لها بأنها"الفرصة الأخيرة"لتجنب حرب اهلية في سورية، فإنه من المرجح ان تواجه الصين مزيداً من الضغط للمساهمة بحل. وقال الباحث جوشوا إيسنمان من"مجلس السياسة الخارجية الأميركي"والمتخصص بشؤون الصين لوكالة فرانس برس، إنه"من المرجح ان يحصل انان على فهم افضل لمدى دعم الصين لخطته. وسيعرف ما يمكن ان يقبله او يرفضه". وتابع ايسنمان أنه"بعد أن قال الروس نعم أولاً، فإن مهمة انان في الصين اصبحت أسهل". غير انه أكد انه لا يزال يتعين إقناع الصين بأنه لن يحدث أي تدخل عسكري خارجي او أي محاولة لتغيير النظام، كما حدث في ليبيا عندما ساعد الغرب في الاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي. وقال جيا كينغوا استاذ العلاقات الخارجية في جامعة بكين:"تأمل الصين بالتأكيد في ان تتمكن الحكومة السورية وأطراف المعارضة من التوصل الى اتفاق مع خلال التفاوض". وفي تلخيص لموقف الصين قال:"ليس لأي بلد أو طرف بما فيه الأممالمتحدة الحق في تغيير حكومة بلد آخر. ويمكن ان يكون لذلك عواقب وخيمة". ويرى المحللون ان بكين ستدرس خطة انان بشأن الانتقال الديموقراطي في سورية بدقة شديدة.