تطل الممثلة المصرية داليا البحيري في رمضان من خلال مسلسل"في غمضة عين"من تأليف فداء الشندويلي وإخراج سميح النقاش وبطولة المطربة أنغام والممثلين أحمد وفيق وحمدي أحمد وفادية عبد الغني ومحمد الشقنقيري ونجلاء بدر وعمرو مكين. تدور الأحداث في إطار اجتماعي، وتجسد داليا دور فتاة تدعى فاطمة، تربت في ملجأ للأيتام وليس لها في الدنيا إلا صديقة تتعرف إليها هناك، لتواجها معاً الحياة مع خروجهما إلى المجتمع. عن معايير قبول داليا للدور ومن ثم معايشتها للشخصية، تقول ل"الحياة":"أحب الدور الذي يضيف إلى رصيدي عند المشاهد فيُفاجأ بالاختيار". وتضيف:"أشعر بالشخصية منذ قراءتي للسيناريو، فإما أن أدخل إلى عالمها وإما لا، وبالتالي أرفض الدور، وليس ضرورياً أن التقي نماذج تشبه الشخصية لأتعايش معها، إنما أستعيد من مخزوني نماذج قد تلمس جانباً منها وأعتمد على حسي الشخصي وأنا أقرأ وأتصور كيف سأؤدي الدور". ولكن ماذا عن توحد الممثل مع الدور الذي يؤديه؟ تقول:"من الممكن أن يتأثر الممثل نفسياً بالدور، لكنّ فكرة التوحد مع الدور والعيش بروح الشخصية والتحدث بطريقتها لا أفهمه وأعتبره نوعاً من الاستخفاف بالعقول". وعن عدم جمعها في السنة بين أكثر من عملين، وهل هو مقصود، تجيب:"لدي طفلة عمرها 3 سنوات تأخذ كل وقتي وتحتاج مني مجهوداً ورعاية، ما يحول دون جمعي بين عملين في الوقت ذاته، خصوصاً أن كان دوري رئيسياً. أما حين أشارك في أعمال البطولة المشتركة، فعندها يمكنني أن أقدم عملين لعدم وجود عدد كبير من المشاهد التي سأصورها". فهل نفهم أن داليا لا تشترط أدوار البطولة المطلقة؟ "لا أفكر بهذه الطريقة ولا أرى أن هناك بطولة مطلقة لأن العمل الفني نتاج العمل الجماعي ومجهود عدد من الممثلين الذين لهم قدراتهم التمثيلية والتي قد تكون أقوى بكثير. كما أرى أن أدوار البطولة المشتركة ذكاء من الفنان"تجيب. وعن اتجاه نجوم السينما إلى التلفزيون، تقول:"لا شك في أن معاناة السينما ازدادت بسبب الأوضاع التي مرت بها مصر وأصبح المنتج يفكر 100 مرة قبل أن يضع أمواله في هذا القطاع مع تغير مزاج الجمهور. السينما كصناعة وتجارة تحتاج إلى دراسة آليات السوق ولهذا ربما يفضل بعضهم الانتظار لحين وضوح الرؤية". وعما إذا كانت عودتها إلى تقديم البرامج مطروحة، تقول:"انتظر شيئاً مختلفاً عما قدمته، وأود أن أخوض تجربة برنامج حوارات ترفيهي". وعن مشاركتها في جبهة الإبداع، تقول:"دائماً كانت للفنانين مواقف سياسية، كما أن المصري عموماً بعد الثورة أصبح أكثر اهتماماً بالوضع العام من ذي قبل. فقبلها لم يكن له هذا الاهتمام لأنه فقد الأمل في الصدقية السياسية بعدما تعودنا على نسبة 99,9 في المئة موافقة، ما دفع الناس للعزوف عن المشاركة السياسية لأنهم يعرفون مقدماً ما ستؤول إليه النتائج بعدما فرضت سياسة الأمر الواقع نفسها. ولكن مع الثورة وحرية التعبير والحراك السياسي أصبح لرجل الشارع البسيط رأيه وفكره السياسي ووجهة نظره في كل ما يدور من حوله، وأصبحنا نتكلم في السياسة وأحوال البلد في جلساتنا تماماً كما كنا نشاهد اللبنانيين يفعلون في زياراتنا لبيروت حيث لم تخل أي جلسة من الحديث في السياسة والشأن العام والأحزاب والحكومة". وكيف ينظر المبدعون إلى المستقبل في ظل سيطرة تيار الإسلام السياسي؟ تقول:"لا ننكر أن هناك بعض المخاوف لكوننا نريد حرية الإبداع والرأي والتعبير في كل المجالات ومنها الفن، ولا نريد العودة إلى وراء فيصادر حق المواطن في التعبير عن رأيه السياسي أو حق الفنان في التعبير عن إبداعه الفني، خصوصاً أن الفن ليس ترفيهاً وتسلية فقط وإنما رسالة كبيرة للمجتمع لا نريد عليها قيوداً. مصر رائدة في كل الفنون ومنها السينما، ونريد الحفاظ على ريادتها لأنها قوية بمبدعيها وستظل تتقدم للأمام ومن المستحيل أن تعود للوراء".