وصل العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني أمس الى رام الله في زيارة هي الاولى التي يقوم بها زعيم دولة الى دولة فلسطين بعد حصولها على اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة، وحصولها على صفة"دولة مراقب"في المنظمة الدولية. وكان في استقبال الملك الاردني الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض وعدد من كبار المسؤولين في منظمة التحرير والحكومة. وقال مسؤولون فلسطينيون ل"الحياة"إن زيارة الملك جاءت لتهنئة الرئيس عباس بالاعتراف الدولي، وتعبيراً عن الدعم الأردني لهذه الخطوة. ويشكل حصول فلسطين على الاعتراف الدولي خطوة مهمة للأردن القلق من الخطط الإسرائيلية الرامية إلى إلغاء حل الدولتين وتهجير سكان الضفة الغربية شرقاً باتجاه المملكة. وتلقى الرئيس عباس في الأيام الأخيرة عشرات رسائل التهنئة من قادة العالم لمناسبة رفع مكانة فلسطين في المنظمة الدولية إلى"دولة مراقب". وبدأ الإعلام الرسمي الفلسطيني بإطلاق صفة"رئيس الدولة"على الرئيس عباس الذي كان يحمل صفة رئيس السلطة الفلسطينية. وألمح عباس في لقاء مع الصحافيين الفلسطينيين أول من أمس إلى أن الممارسات الاستيطانية الإسرائيلية ستدفعه إلى اللجوء إلى المؤسسات الدولية، خصوصاً محكمة الجنايات الدولية، وقال:"الاستيطان في الأرض الفلسطينية، خصوصاً ما يسمى مشروع أيه 1 في قلب الضفة الذي أعلنت عنه إسرائيل، هو خط أحمر لا يمكن السكوت عليه، لأنه يقسم الأرض الفلسطينية". وأضاف:"توجهنا الى الأطراف الدولية من أجل منع هذا القرار الاستيطاني، وإذا حصل فسنلجأ إلى كل الأساليب المشروعة والقانونية، وهناك ما يمكن أن نقوله ونفعله لمنع هذا القرار الخطير"، مشيراً إلى محكمة الجنايات الدولية التي تعبر الاستيطان ونقل السكان المدنيين الى الاقليم المحتل جريمة حرب. وأوضح:"كل الإجراءات الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية يجب أن يزال، لأن القانون الدولي يمنع أي تصرف في أراضي الدولة المحتلة من قبل الاحتلال، والآن نحن دولة محتلة تنطبق علينا اتفاقية جنيف الرابعة بصفتنا دولة عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب". وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي عقب لقاء الرئيس عباس والملك عبد الله:"القضية الفلسطينية هي قضية العرب وقضية الأردن بامتياز، إذ إن الأردن معني بقضايا الحل النهائي، وزيارة الملك توفر الفرصة للمزيد من التشاور والتنسيق نحو الخطوات المقبلة". وأضاف أن"القرار الإسرائيلي الأخير في بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في منطقة ايه 1 شرقي القدسالمحتلة، من شأنه تقسيم الضفة وإعاقة التواصل الجغرافي". وجاء في بيان رسمي صدر عن الرئاسة الفلسطينية:"إننا إذ نرحب وشعبنا الفلسطيني وقيادته بهذه الزيارة التاريخية التي تأتي بعد أن نالت دولة فلسطين عضويتها بصفة مراقب في الأممالمتحدة، لنقدر عالياً الدور الكبير والمهم الذي بذله جلالته والأردن الشقيق على المستويين الدولي والإقليمي وفي الأممالمتحدة لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي الهام لشعبنا ولأمتنا ولقضيتنا المركزية". واصطحب الملك معه كلاً من رئيس الوزراء عبد الله النسور، ورئيس الديوان الملكي رياض أبو كركي، ومدير مكتب الملك عماد فاخوري، ووزير الخارجية، وسفير الأردن لدى فلسطين عواد السرحان. عبدالله الثاني يدين الاستيطان وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني تلقت"الحياة"نسخة منه، دان العاهل الأردني قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 3 آلاف وحدة استيطانية داخل الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن ذلك"يشكل تحدياً لإرادة المجتمع الدولي، ويعرقل مساعي تحقيق السلام، ويخالف القانون والشرعية الدولية". ولفت إلى أنه سيعمل سوياً مع الرئيس باراك أوباما فور بدء فترة رئاسته الثانية،"وصولاً إلى انخراط أميركي سريع وجدي في عملية السلام وفقاً لحل الدولتين". وهي المرة الثانية التي يقوم فيها العاهل الأردني بزيارة لرام الله بعد تولي الرئيس عباس رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2005. وتعود الزيارة الأولى للعاهل الأردني إلى رام الله إلى 21 تشرين الثاني نوفمبر عام 2011.