تعاني الطالبة الهندية التي تعرضت لاغتصاب جماعي يشكل رمزاً لأعمال العنف التي تقع ضحيتها النساء في بلادها وأثار تظاهرات عنيفة في الهند، مضاعفات هذا الحادث وتصارع الموت في أحد مستشفيات سنغافورة. وقال كيلفين لوه مدير مستشفى"ماونت إليزابيث"في سنغافورة في بيان أمس، أن الطالبة الجامعية البالغة من العمر 23 سنة"تصارع الموت". والطالبة التي كانت تدرس المعالجة الفيزيائية ولم يكشف اسمها، نقلت الخميس في حال حرجة إلى مستشفى في سنغافورة بعدما اغتصبها ستة رجال في 16 الشهر الجاري، في باص ثم ضربوها بقضيب حديد والقوها من الباص. وخضعت الطالبة لثلاث عمليات جراحية في مستشفى"سافدارجونغ"في نيودلهي بسبب إصابتها بجروح خطيرة في الأمعاء ثم نقلت إلى سنغافورة في حال حرجة. وقال كيلفين لوه إنها تعاني التهاباً رئوياً وتلفاً في الدماغ، مؤكداً ان"المريضة تصارع الموت". وتابع أنها تعرضت قبل نقلها لتوقف القلب، إلى جانب التهاب في رئتيها ومعدتها وتلف دماغي كبير. وأثار الحادث استياء شديداً في الهند حيث يواجه ضحايا الاغتصاب والاعتداءات الجنسية صعوبات مع القضاء. وأدى إلى تظاهرات حاشدة في وسط نيودلهي، ما اضطر رئيس الوزراء منموهان سينغ لإلقاء خطاب تلفزيوني لتهدئتها ولتشكيل لجنة للتحقيق في الجريمة. واعترف رئيس الوزراء الهندي بأن أعمال العنف ضد النساء هي"مشكلة"كبيرة في الهند حيث سجلت 256 ألفاً و329 جريمة عنيفة كانت امرأة واحدة أو أكثر الضحية في تسعين في المئة منها، كما تفيد الأرقام الرسمية. ووعد سينغ بتأمين حماية أفضل للنساء من الجرائم الجنسية وقال إنه يرغب في فرض عقوبات أقسى على مرتكبيها. كما أمر بتشكيل لجنة للتحقيق في هذه القضية تحديداً. وستنشر صور مرتكبي جرائم الاغتصاب وأسماؤهم وعناوينهم على مواقع الإنترنت الرسمية. وسيطبق الإجراء في نيودلهي أولاً التي أصبح يطلق عليها اسم"عاصمة الاغتصاب"لكثرة الحوادث فيها. وقال سينغ للصحافيين أمس:"نصلي من أجل هذه الشابة الشجاعة. إنها تتلقى أفضل علاج طبي". وأضاف أن"حكومتي تعدكم بمحاكمة المذنبين في أسرع وقت ممكن". وأكد أطباء هنود أن الطالبة نقلت إلى سنغافورة لإخضاعها لعملية زرع أعضاء على الأرجح. وقررت الحكومة خلال اجتماع الأربعاء نقلها وأعلنت أنها تتكفل بنفقات علاجها. إلا أن وسائل إعلام رأت أن نقلها يهدف إلى تهدئة الرأي العام وتجنب تكرار التظاهرات العنيفة التي هزت نيودلهي وأدت إلى مقتل شرطي.