أعلن مسؤولون عراقيون في 18 كانون الأول ديسمبر ان الرئيس جلال طالباني أصيب بجلطة دماغية نقل، على أثرها، إلى المستشفى، حيث يخضع لعلاج مكثف، وان حالته مستقرة. وتوقع سياسيون عراقيون ومراقبون أن يترك غياب طالباني، إذا طال علاجه، حالاً من الفراغ السياسي، إذ أنه كان حلقة الوصل بين كل الأطراف، وقد أطلق مبادرة لتسوية الخلاف بين الحكومة الإتحادية وإقليم كردستان. طالباني هو الرئيس التاسع للعراق منذ تأسيس الجمهورية عام 1958، وأول كردي يشغل هذا المنصب، عُيّن رئيساً عام 2005، خلال فترة الحكومة الانتقالية. اختارته لهذا المنصب الجمعية الوطنية لمدة 4 سنوات في 2006 . وجددت ولايته عام 2010 . وُلِدَ طالباني في كركوك في 12 تشرين الثاني نوفمبر 1933. بدأ مسيرته السياسية في بداية الخمسينات عضواً مؤسساً لاتحاد الطلاب في كردستان، ثم انتسب إلى الحزب"الديموقراطي الكردستاني"وترقى في صفوفه فأصبح عضواً في اللجنة المركزية عام 1951، أي بعد 4 سنوات فقط من أنضمامه إلى الحزب وكان عمره آنذاك 18 عاما. في عام 1953 بدأ دراسته في كلية الحقوق في جامعة بغداد، وفي 1961 شارك في انتفاضة الأكراد ضد حكم عبدالكريم قاسم، وبعد الانقلاب على قاسم عام 1963، قاد طالباني الوفد الكردي إلى المحادثات مع رئيس الجمهورية آنذاك عبدالسلام عارف. وبعد خلافات جوهرية بينه وزعيم الحزب"الديموقراطي الكردستاني"مصطفى بارزاني انضم عام 1964 إلى مجموعة انفصلت عن"الديموقراطي الكردستاني"ليشكلوا المكتب السياسي للحزب، بزعامة إبراهيم أحمد الذي أصبح لاحقا حماه. تفرقت المجموعة عام 1970، بعد توقيع"الديموقراطي"والحكومة اتفاقاً أعطى الأكراد حكماً ذاتياً. وبعد انهيار حركة المقاومة الكردية، بزعامة مصطفى بارزاني، في أعقاب اتفاق الجزائر عام 1975، أسس طالباني مع عدد من رفاقه حزب"الاتحاد الوطني الكردستاني". وبعد تشكيله بسنة بدأ الحزب حملة عسكرية ضد الحكومة المركزية توقفت لفترة قصيرة في بداية الثمانينات، في خضم حرب الخليج الأولى، حين عرض الرئيس الراحل صدام حسين صلحا مع"الاتحاد"، لكن المفاوضات فشلت وبدأ الصراع مرة أخرى ومني حزب طالباني بانتكاسة قاسية فاضطر إلى مغادرة شمال العراق واللجوء إلى إيران. بدأت حقبة جديدة في حياة طالباني السياسية بعد حرب الخليج الثانية وانتفاضة الأكراد في الشمال ضد الحكومة المركزية عام 1991، ومهد التحالف الغربي بحظره الجوي على الطيران العراقي لبداية تقارب بين الحزب"الديموقراطي الكردستاني"، بزعامة مسعود بارزاني، و"الاتحاد الوطني الكردستاني"، بزعامة طالباني. ونُظمت انتخابات في إقليم كردستان وشكلت عام 1992، إدارة مشتركة من الحزبين، لكنها لم تستطع إنهاء الخلاف بينها، ما أدى إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين عام 1996 وضعت حداً لها الولاياتالمتحدة، وخاض الزعيمان مفاوضات شاقة أسفرت عن اتفاق سلام وقعه طالباني وبارزاني في واشنطن عام 1998، وبعد الغزو الأميركي وقعا اتفاقاً آخر تولى بموجبه الاول رئاسة العراق فيما شغل الثاني منصب رئيس اقليم كردستان. عُرف عن طالباني اهتمامه بالشعر، ويقول عن نفسه أنه راوي قصائد الشاعر محمد مهدي الجواهري، كما انه عمل صحافياً لفترة طويلة وكان من مؤسسي نقابة الصحافيين العراقيين.