في أحد أكثر الأيام دموية في سورية في الأسابيع الأخيرة، قتل خمسون عنصراً من القوات النظامية و"الشبيحة"أمس في تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في ريف حماة، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما قتل وأصيب العشرات في تفجير عبوة ناسفة في حي المزة في دمشق وهجمات وقصف على مناطق أخرى من العاصمة. ونفذت القوات الحكومية هجمات عدة في حلب وحمص وإدلب. وقال ناشطون إن ما لا يقل عن عشرين مقاتلاً معارضاً للنظام قتلوا في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة في محافظة إدلب. وعن تفجير حماة، قال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن لفرانس برس في اتصال هاتفي، إن"خمسين عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين له قتلوا صباحاً في تفجير عربة مفخخة قرب مركز التنمية الريفية التابع للقوات النظامية في قرية الزيارة في سهل الغاب"في محافظة حماة وسط البلاد. وأوضح عبدالرحمن أن"الرجل الذي فجر نفسه بالسيارة ينتمي إلى جبهة النصرة"الإسلامية المتطرفة، مشيراً إلى أن"العملية نفذت بالتعاون مع كتائب أخرى زرعت عبوات ناسفة في المناطق المحيطة بالمركز". ويعتبر المركز أكبر تجمع للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها في المنطقة، وفق المرصد. وذكر المرصد أن الانفجار تسبب بدمار كبير في المكان. وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا نقلاً عن مصدر مسؤول أن"إرهابياً"فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مركز تنمية إنعاش الريف، من دون أن تأتي على ذكر القوات النظامية. وقالت إن"وزن المواد المتفجرة التي استخدمها الإرهابي في التفجير يقدر بنحو طن من المواد الشديدة الانفجار"، وإن"المعلومات الأولية تشير إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة عشرة آخرين". كما أدى تفجير عبوة ناسفة أمس في حي المزة في دمشق إلى سقوط 11 قتيلاً وعشرات الجرحى بعضهم في حال حرجة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا والتلفزيون السوري. وأورد التلفزيون أن التفجير في حي مزة جبل 86 بدمشق أدى إلى وقوع 11 قتيلاً وإصابة 20 مواطناً بينهم أطفال ونساء. وقال التلفزيون الرسمي السوري إن التفجير"ناتج عن عبوة ناسفة زرعها إرهابيون في ساحة عروس الجبل المكتظة بالناس". وشهدت دمشق وضواحيها سلسلة تفجيرات منذ بدء الأزمة السورية منذ أكثر من 19 شهراً، استهدفت في غالبيتها مراكز وتجمعات أمنية. وقالت وسائل إعلام رسمية ونشطاء من المعارضة السورية إن قنبلة انفجرت قرب مزار شيعي في إحدى ضواحي دمشق وأدت إلى مقتل ستة أشخاص على الأقل. وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية إن الانفجار الذي وقع في حي السيدة زينب أدى أيضاً إلى إصابة 13 شخصاً. ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر في قيادة الشرطة في ريف دمشق قوله إن"مجموعة إرهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة وضعتها في كيس للقمامة في شارع مزدحم في منطقة السيدة زينب". وقال تلفزيون الدنيا شبه الرسمي إنه تم إبطال مفعول قنبلة أخرى كانت معدّة للتفجير في المنطقة نفسها. وقال أحد النشطاء في المنطقة والذي رفض الكشف عن اسمه"إن الانفجار وقع إلى الشرق من الضريح. الكثير من الناس أصيبوا أيضاً". وزاد"لقد احتشد أفراد من الأمن في المنطقة. وليس من الواضح ما إذا كان الهدف الضريح أو التجمعات الأمنية المتاخمة". وقالت جماعات معارضة إن سبعة أشخاص قتلوا في الانفجار. ويتميز الحي الفقير الذي يقطنه خليط من السنّة والشيعة، بالضريح المزين بالرخام الملون والمرايا الذي يقع بالقرب من مجمعات أمنية عدة فضلاً عن مكتب لرجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر. كما قتل ما لا يقل عن عشرين مقاتلاً معارضاً للنظام في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على بلدة في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، وفق ما ذكر المرصد السوري. وقال المرصد في بيان"استشهد ما لا يقل عن عشرين مقاتلاً من الكتائب الثائرة المقاتلة على الأقل... إثر القصف من طائرة حربية على بلدة حارم"في ريف إدلب. وأشار المرصد إلى قصف مصدره"كتائب مقاتلة"استهدف بعد الغارة حي الطارمة في بلدة حارم، مشيراً إلى أن هذا الحي معقل للقوات النظامية والمسلحين الموالين لها. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان أن القصف من الطيران الحربي على حارم تسبب ب"تهدم أكثر من عشرين منزلاً"، وأن"الكثير من الجثث لا تزال تحت الأنقاض". وتعرضت مناطق في جنوبدمشق صباح أمس للقصف تزامناً مع اشتباكات على أطرافها بينما تشهد أحياء في مدينة حلب شمال اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، وفق ما أفاد المرصد السوري. وقال المرصد في رسالة إلكترونية"يتعرض حي الحجر الأسود للقصف من قبل القوات النظامية التي تشتبك مع مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة على أطراف الحي وحي التضامن". وأشار إلى أن حي التضامن"شهد حال نزوح واسعة للأهالي إلى داخل مخيم اليرموك"في جنوب العاصمة حيث قتل مساء الأحد ثمانية أشخاص نتيجة سقوط قذيفة هاون، تزامناً مع اشتباكات بين عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة الموالية للنظام ومقاتلين معارضين. وقال مدير المرصد إن مقاتلين فلسطينيين"بعضهم مع النظام وآخرون ضده، يشاركون في الاشتباكات التي تدور على أطراف مخيم اليرموك"الواقع على تماس مع حيي الحجر الأسود والتضامن. وأفاد المرصد بأن المقاتلين المعارضين شنوا هجمات متزامنة فجر أمس على حواجز للقوات النظامية في مناطق عدة في جنوب العاصمة منها أحياء القدم ونهر عيشة وشارع ال30 بمخيم اليرموك والزاهرة القديمة ودف الشوك. في حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، تحدث المرصد عن اندلاع النيران في محيط مبنى فرع الاستخبارات الجوية في حي جمعية الزهراء غرب"الذي يشهد اشتباكات عنيفة". ونقل مراسل"فرانس برس"عن مصدر في الهلال الأحمر السوري في حلب قوله إن مستودعه الرئيس في المدينة، والمجاور لفرع الاستخبارات الجوية،"احترق بالكامل". وأوضح المصدر أن مساحة المستودع تقارب الألف متر مربع، وهو يضم أدوية وأغذية ومواد تموينية"ما يعني أننا فقدنا مواد الإغاثة الأكثر أهمية، منها تلك المخصصة للشتاء لا سيما الأغطية، وحليب الأطفال". وتابع"لا نعرف قيمة الخسائر. لم نتمكن من الوصول إلى المستودع منذ أكثر من أسبوع نتيجة الاشتباكات العنيفة، لكن وفق ما أبلغنا الحراس فالمستودع احترق بالكامل"، علماً أن للهلال الأحمر مستودعاً ثانياً في حي الصاخور شرق الواقع تحت سيطرة المقاتلين المعارضين. كما نقل المراسل عن صيدلي في منطقة الشهباء جنوب جمعية الزهراء، قوله إن الاشتباكات هي"الأقوى"منذ بدء المعارك في المنطقة. وقال سمير 37 عاماً"نعيش في رعب ليلي منذ نحو أسبوع. نسمع كل شيء: اشتباكات بالأسلحة الرشاشة، قصف بالدبابات، انفجارات". وأشار إلى أن معارك فجر أمس"كانت الأسوأ طوال الأسبوع. توقفت لنحو ساعة أو ساعتين منتصف الليل قبل أن تستأنف مجدداً"، مضيفاً أن عدداً من جيرانه هرب من المنطقة بينما يفكر آخرون في الأمر"لأن الوضع يزداد سوءاً. الأصوات تصبح أقوى يوماً بعد يوم". كما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند دوار الليرمون شمال غرب وفي حي الإذاعة جنوب غرب ومحيط مطار حلب الدولي جنوب شرق، وفق المرصد. وفي محافظة حمص وسط، تعرض حي دير بعلبة صباح أمس للقصف من قبل القوات النظامية تزامناً مع اشتباكات"في الحي الذي يشهد عملية عسكرية منذ أيام عدة"، وفق المرصد. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أعلنت أول من أمس أنها تمكنت للمرة الأولى منذ أشهر من توزيع مساعدات إنسانية للسكان في عدد من المناطق المحاصرة في المدينة.