شن الطيران الحربي السوري غارات صباح أمس على مناطق في شرق البلاد، في حين تدور اشتباكات جنوب مدينة حدودية مع تركيا سيطر عليها المقاتلون المعارضون، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الأحداث غداة سقوط 121 قتيلاً جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد. وقال المرصد إن الطائرات المقاتلة قصفت صباح امس مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن الطيران الحربي"يحلق في سماء المدينة ويقصف منطقة البريد". كذلك أشار المرصد إلى أن أحياء عدة من مدينة دير الزور"تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية يرافقه تحليق للطيران الحربي". وفي محافظة الحسكة شمال، أفاد المرصد عن"اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من كتائب عدة جنوب مدينة رأس العين"الحدودية مع تركيا، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون يوم الجمعة. وقال نشطاء من المعارضة إن طائرات هليكوبتر ومدفعية قصفت منطقة رأس العين قرب الحدود مع تركيا بعد أيام من سيطرة مقاتلي الجيش السوري الحر المعارض على المنطقة خلال تقدم صوب شمال شرقي البلاد. وأضاف نشطاء لرويترز أن طائرات هليكوبتر أطلقت صواريخ على منطقة لتخزين الحبوب قرب قرية تل حلف وقصفت المعبر الحدودي في الحسكة بشمال شرقي البلاد المنتجة للنفط والتي تضم نسبة كبيرة من الأقلية الكردية في سورية والواقعة على بعد 600 كيلومتر من دمشق. وبدا أن طلقات الدبابات كانت تصيب الجانب الغربي من رأس العين حيث تصاعد الدخان. كما بدا أن بعض طلقات المدفعية سقطت داخل الأراضي التركية. وقال مصدر لفرانس برس إن مقاتلين معارضين يحاصرون منذ نحو 48 ساعة حاجزاً للقوات النظامية في قرية اصفر نجار الواقعة إلى الشرق من رأس العين، مؤكداً أن القوات"مجهزة جيداً"وتستقدم تعزيزات إلى القرية، وأن المقاتلين"لم يتمكنوا من التقدم". وقال المرصد السوري إن مقاتلين من كتائب عدة يحاصرون الحاجز"حيث توجد مدفعية تقوم باستهداف المنطقة". وأفادت لجان التنسيق أن قصفاً طاول قرية تلف حلف المجاورة والمعبر الحدودي مع تركيا الذي استخدمه المقاتلون للدخول إلى المدينة والسيطرة عليها الجمعة. وعادة ما يكون المعبر مقفلاً ولا يفتح أمام المشاة إلا في المناسبات الدينية. كذلك أفاد المرصد عن اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين جنوب رأس العين. وفر معظم سكان البلدة الزراعية - التي تم تعريب أسمها من اصله الكردي سري كانيه في ظل حكم حزب البعث السوري إلى رأس العين - إلى تركيا بعد أن سيطرت قوات المعارضة على المنطقة في مسعى للسيطرة على المناطق الحدودية من قوات النظام. وقال بيان صادر عن منظمة ميلاد الحرية الكردية إن اشتباكات تجري بين قوات المعارضة وقوات النظام في منطقة اصفر نجار. وأضافت أن المعارضة ارتكبت"خطأ استراتيجياً كبيراً"بدخول رأس العين حيث لجأ الآلاف من النازحين السوريين القادمين من مناطق أخرى من سورية. ويخشى أكراد سورية أن يتجاهل مقاتلو المعارضة من العرب آمالهم بالحصول على قدر من الحكم الذاتي خلال أي مرحلة ما بعد الأسد. وشهدت رأس العين وأكثر البلدات والمدن الكبرى في محافظة الحسكة احتجاجات ضد الأسد لكن الأكراد ظلوا إلى حد كبير بعيدين من التمرد المسلح ضد حكم الرئيس السوري. وفي محافظة إدلب شمال غرب، أفاد المرصد عن تعرض مدينة معرة النعمان الاستراتيجية للقصف امس. كما أشار إلى تعرض بلدة كورين في ريف المحافظة للقصف. وكان المقاتلون المعارضون سيطروا على هذه المدينة في التاسع من تشرين الأول أكتوبر، ما سمح لهم بإعاقة إمدادات القوات النظامية المتجهة إلى مدينة حلب شمال. وأحرزت هذه القوات تقدماً خلال الأيام الماضية على الطريق السريعة المؤدية إلى المدينة، واستعادت عدداً من القرى الواقعة إلى شرق الطريق، بحسب المرصد. في ريف دمشق، تدور اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين عند أطراف مدينة عربين تترافق مع قصف ومحاولة القوات النظامية السيطرة على المدينة، بحسب المرصد الذي أشار إلى وقوع اشتباكات في مدينة حرستا وبلدة زملكا في ريف العاصمة. وصعدت القوات النظامية في الفترة الأخيرة حملتها العسكرية في ريف دمشق ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها. وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ اكثر من ثلاثة اشهر، أفاد المرصد عن سقوط قذائف منتصف الليل على أحياء الشعار شرق والسكري جنوب وحلب الجديدة غرب التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وأدت أعمال العنف أول من امس إلى مقتل 45 مدنياً و34 مقاتلاً معارضاً و42 جندياً نظامياً، بحسب المرصد. وأدى النزاع المستمر منذ نحو 20 شهراً إلى مقتل اكثر من 37 ألف شخص، بحسب المرصد.