ليس ما يحدث في مصلحة الكرة السعودية، وحتى الأندية لن تتطور ما دامت الأزمات تصنع على هذا النحو، فالرياضة فوز وخسارة، وهو من مسلمات الواقع، فليس هناك فريق يفوز دائماً، ولكنه في الوقت ذاته لا يخسر دائماً، ولكننا نتعمد تضخيم الأمور، فما يحدث هو امتداد للنكسات الكثيرة التي أخذت من الواقع الشيء الكثير، وليس شرطاً ان نحمل هذا الواقع ما لا يحتمله، فلسنا الآن أفضل من غيرنا، وهذا ما يجب ان نتنبه، ونعترف به لكي تسير أمورنا صوب المعقول. الرياضة لدينا أفسدتها الأموال، وتجاوزنا الاحتراف الى مرحلة الجشع بحجة تأمين المستقبل، فالرياضة لم تكن يوماً ما لتأمين المستقبل، إنها لمزاولة هواية داخل عليها نظام التفرغ، وبسبب هذا المال اجتاحها تنافس غير محمود العواقب، واظننا الآن نسير نحو المجهول، الذي لا يمكن لنا ان نرصد منه إلا مزيد من التشتت والخراب، فلم تعد الرياضة السعودية كما كانت في السابق، فقد حدث لها انقسام خطير بين الأندية، ووصل هذا الانقسام الى المنتخب واللجان، واتحاد الكرة، فلم نعد نعرف من الظالم ومن هو المظلوم؟! ما حدث في الأيام الماضية، وخسارة الهلال من أولسان الكوري الجنوبي، ومن بعده مباراة النصر والشباب يؤكد هذا ان الاتجاه سينال الجميع، ولربما انتقل الأمر الى ما قبل مباراة الاتحاد والأهلي، ومن ثم بعدها، فقد انتهى زمن التشجيع والولاء لرياضة الوطن، إذ شاهدنا خسارة طبيعية للهلال الذي يقل بمستواه الذي قدمه في المباراة من الفريق الكوري فخروج مذل وصدمة غير منتظرة، لكن علاجها لم يكن بتلك الطريقة سواءً من الجماهير المصدومة، او حتى من الإعلام المساند المحب كما وصفه احد الإداريين وأطلق عليه"الإعلام الهلالي!"، أي منطق هذا؟ فلماذا لا يكون إعلام الوطن ما دمنا نتغنى بالوطنية؟ التنافس يجب ان لا يصل الى مرحلة هذا الكره، وهذه الغيرة، فالإعلام المسمى بالهلالي وهو من ابتعد لحظات الفرح والتشمت بالمنافس،"فعيروهم"بخمسة نيسان، وغيرها من السقطات الكروية وحيكت القصص عنهم، وانهم فاشلون لا يستحقون الفوز، وهم يلعبون باسم الذي تذكروه عندما احتاجوه، والآن يمارس ضدهم الدور ذاته، وسيستمر إلى أن يقيض الله تعالى من ينقذنا من هذا. كرة القدم تحديداً أصبحت مجالاً خصباً لتصفية الحسابات، والمؤامرات، والقفز على الجراح، وأنها لحظات ستتوقف عندها الرياضة الى درجة الصفر، انظروا بتنافسهم ماذا فعلوا بالكرة السعودية؟ انها في المركز الذي اخجل من ذكره بعد ان كنا من أفضل 20 منتخباً على مستوى العالم. [email protected]