في أول حدث فني دولي تشهده مصر بعد ثورة"25 يناير"تُفتتح في مدينة الإسكندرية الدورة السابعة والعشرون لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في الفترة من 5 إلى 9 تشرين الأول أكتوبر على رغم إلغاء دورة مهرجان القاهرة السينمائي لهذا العام عقب الثورة. ويرأس المهرجان الناقد الفني نادر عدلي خلفاً لممدوح الليثي الذي تولى رئاسة المهرجان لسنوات عدة. وتنظم المهرجان الجمعية المصرية لكتاب السينما ونقادها بمشاركة 62 فيلماً من دول مختلفة وتحل تركيا ضيفَ شرف للمهرجان. وقررت إدارة المهرجان إهداء هذه الدورة إلى أرواح شهداء ثورة"25 يناير". ويتضمن برنامج المهرجان محوراً عن أفلام هذه الثورة. الأفلام الروائية الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة ستقسم على تظاهرات المهرجان المختلفة، وهي قسم المسابقة الرسمية، ويشارك فيه عشرة أفلام، والقسم الرسمي خارج المسابقة ويشارك فيه ستة أفلام ذات قيمة فنية وفكرية، والقسم الإعلامي ويعرض من خلاله عشرة أفلام إضافة إلى برنامج خاص عن السينما التركية المعاصرة ويتضمن أربعة أفلام من إنتاج العامين الماضي والحالي، ومسابقة أفلام الديجيتال للأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية. كما تشهد الدورة مشاركة ستة أفلام عربية من خمس دول، ثلاثة منها في المسابقة الرسمية وهي الفيلم المغربي"بيجاسوس"إخراج محمد مفتكر، وتبدأ أحداثه عندما تعثر الشرطة على فتاة في العشرين من عمرها تعاني تقلبات نفسية بعد أن تم الاعتداء عليها، ولكن الفتاة تبدو مقتنعة أن الأرواح تطاردها وتتراءى لها في صورة الحصان الطائر الأسطوري بيجاسوس تكلف الطبيبة النفسية"زينب"علاج الفتاة واكتشاف سرها الدفين وتتوالى الأحداث. والفيلم التونسي"النخيل الجريح"إخراج عبداللطيف بن عمار وتبدأ أحداثه في مدينة بنزرت التونسية عام 1991، فيما تدق حرب الخليج الأولى طبولها، حيث يعهد"الهاشمي عباس"بمخطوط كتابي عن حرب بنزرت إلى"شامة"المتخرجة حديثاً في الجامعة. تشعر"شامة"وهي تقرأ المخطوط برغبة جامحة في الغوص أكثر فأكثر في أحداث حرب بنزرت التي فقدت فيها والدها العامل النقابي البسيط بالسكك الحديد. تحكيم وتكريم أما الفيلم السوري"دمشق مع حبي"إخراج محمد عبدالعزيز فيتناول قصة فتاة سورية رفضت الهجرة إلى إيطاليا وتقع في حب شاب استدعي للخدمة العسكرية واختفت آثاره في حرب لبنان،. والأفلام العربية الثلاثة الأخرى التي تعرض في أقسام المهرجان إنما خارج المسابقة هي الفيلم الجزائري"الساحة"إخراج دحمان أوزيد وتدور أحداثه حول شاب يشكل فرقة موسيقية ويحلم بالشهرة ولكنه يواجه صعوبات. وفيلمان ديجتال من لبنان هما فيلم"شو عم بيصير"إخراج جوسلين صعب وتدور أحداثه في شكل تجريبي ورمزي حول الكاتب"جلال"الذي ذهب به الخيال مع ملهمته الفتاة"خلود"التي ترقص في مواقف السيارات والتي توحي له بالكثير من المواقف والاستعراضات التي يصوغها بخياله الجامع في كتابه الجديد. وفيلم"طيب، خلاص، يلا"إخراج رانية عطية ودانييل جارسيا وتقع أحداثه في مدينة طرابلساللبنانية. تضم لجنة تحكيم المهرجان كلاً من هيلينا تايرنا وهي مخرجة وكاتبة سيناريو إسبانية . والفنان المصري خالد الصاوي الذي أكدت إدارة المهرجان أن اختياره جاء بناء على أنه استطاع بما يمتلك من موهبة أن يصبح واحداً من أفضل ممثلي السينما المصرية في السنوات الأخيرة حيث قدم الكثير من الأدوار الجريئة والمتنوعة في أفلام مختلفة منها"عمارة يعقوبيان"، و"كده رضا"الذي فاز عنه بجائزة أفضل ممثل مساعد في مهرجان الإسكندرية عام 2007، وتم أيضاً اختيار النجمة جيهان فاضل لعضوية لجنة التحكيم كونها تميزت بأداء خاص بها بجانب أدوارها المتنوعة في السينما والتلفزيون، وكانت بدايتها السينمائية عندما قدمها المخرج خيري بشارة في فيلم"أيس كريم في جليم"أمام عمرو دياب عام 1992 بعدها شاركت في الكثير من الأعمال في السينما والتلفزيون ومنها"سهر الليالي"و"خريف آدم". ويكرم المهرجان بعض كبار نجوم وصنّاع السينما المصرية، لما قدموه للسينما المصرية من أعمال مهمة. وهم الفنان يحيى الفخراني والفنانة زهرة العلا والمخرج سمير سيف والمؤلف بشير الديك.