تأثرت البورصات الأوروبية والآسيوية أمس بقرار خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة،"من دون أن تسترسل في الذعر"، في حين كثّف قادة العالم الجهود لتهدئة الأسواق المالية العالمية. فالانهيار الذي كان يخشى أن يصيب البورصات لم يحصل. ولخّص مدير إدارة الأسهم في"سويس لايف جيستيون"كزافييه ليسبيناس الوضع قائلاً:"لم تقع الكارثة التي كنا نخشاها". وتنفّست الأوساط المالية الصعداء عند افتتاح البورصات الأوروبية الرئيسة أمس، في حين كان يخشى تسجيل انهيار مشابه للذي تلى إفلاس المصرف الأميركي"ليمان براذرز"في أيلول سبتمبر عام 2008. وبدلاً من الكارثة المتوقعة، كان المستثمرون يترددون بين شراء أسهم جديدة، أو بيع ما يملكون من أسهم بعد أسبوع أسود من الخسائر. وفي ظل هذه الأجواء المتقلّبة، كانت البورصات الأوروبية تتأرجح بين التراجع والتحسّن أمس، من دون ميل واضح. وقبيل فتح البورصات الأوروبية أبوابها أمس، أعربت"مجموعة العشرين"عن استعدادها للتحرك في شكل منسّق لضمان الاستقرار في الأسواق المالية وحماية النمو. وأكدت أن"أي تغير في أسس السوق لا يبرر التوتر المالي الذي عانت منه إيطاليا وإسبانيا". ومن واشنطن، أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد بهذا"التعاون الذي سيساهم في المحافظة على الثقة وتنشيط النمو الاقتصادي العالمي". وقال متداول:"الأسواق لا تصدق أن الوضع في أوروبا تحت السيطرة، كما أن المشكلة على الصعيد الأميركي تكمن في أن خفض التصنيف يتسبب في حد ذاته في مشكلة". وتابع:"كان الأسبوعان الأخيران الأصعب في عشر سنوات". وسجل مؤشر"يوروفرست 300"لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 956.53 نقطة أمس، متراجعاً 1.9 في المئة، بعد أن فقد عشرة في المئة الأسبوع الماضي، في أكبر خسارة أسبوعية له بالنسبة المئوية منذ تشرين الثاني نوفمبر عام 2008. وتحوّلت أسهم البنوك الأوروبية للخسارة وهبط مؤشر القطاع 0.6 في المئة. وتراجعت بورصة باريس 2,51 في المئة ولندن 1,66 في المئة وفرانكفورت 2,89 في المئة ومدريد 0.25 في المئة وميلانو 0.23 في المئة. وكانت البورصات الآسيوية أول من تفاعل مع القرار، وأقفلت كلها على تراجع كبير أمس، ما أثار مخاوف من حصول انهيار في البورصات الأوروبية. وفي طوكيو، أغلق"نيكاي"عند 9097.56 نقطة منخفضاً 2.2 في المئة، و"توبكس"الأوسع نطاقاً 2.36 في المئة مسجلاً 782.86 نقطة. وتراجعت بورصة شنغهاي 3,79 في المئة وسيدني 2,9 في المئة وسيول 3,82 في المئة وهونغ كونغ 2,11 في المئة. أما بورصة مومباي فتراجعت 3 في المئة إلى أدنى مستوى لها منذ العام الماضي. +