تأثرت البورصات الأوروبية على غرار نظيراتها الآسيوية أمس بقرار خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، من دون أن تسترسل في الذعر بينما يكثف قادة العالم الجهود لتهدئة الأسواق المالية. فالانهيار الذي كان يخشى أن يصيب البورصات لم يحصل. ولخص كزافييه ليسبيناس مدير إدارة الأسهم في "سويس لايف جيستيون" في باريس الوضع قائلا "لم تقع الكارثة التي كنا نخشاها". وتنفست الأوساط المالية الصعداء عند افتتاح البورصات الأوروبية الرئيسة في حين كان يخشى تسجيل انهيار مشابه للذي تلا إفلاس المصرف الأميركي ليمان بروذرز في سبتمبر 2008. لكن بدلا من الكارثة المتوقعة كان المستثمرون يترددون بين شراء أسهم جديدة أو بيع ما يملكون من أسهم بعد أسبوع أسود. وفي ظل تلك الأجواء المتقلبة كانت البورصات الأوروبية تتأرجح بين التراجع والتحسن من دون ميل واضح. وفي إسبانيا وإيطاليا اللتين تشكلان على التوالي رابع وثالث اقتصاد في أوروبا وهما في مرمى نيران الأسواق المالية ووكالات التصنيف الائتماني، تراجعت الأسواق المالية 0,25% في مدريد و0,23% في ميلانو. وفي مؤشر على التوتر الكبير كانت الأصول التي تعتبر ملاذا آمنا خلال الأزمات، تشهد إقبالا لا سيما الذهب الذي تجاوزت أونصته 1700 دولار أميركي للمرة الأولى أمس. ويقول ليسبيناس إن الأسواق "تدرك التنسيق القائم على أعلى المستويات بين المسؤولين في منطقة اليورو والأميركيين"، مشددا على أن المستثمرين لا يزالون يحللون حتى الآن تأثير التصريحات التي صدرت. وقبيل فتح البورصات الأوروبية أبوابها أمس أعربت مجموعة الدول العشرين عن استعدادها للتحرك بشكل منسق لضمان الاستقرار في الأسواق المالية وحماية النمو. وأكدت أن: "أي تغيير في أسس السوق لا يبرر التوتر المالي الذي عانت منه أخيرا إيطاليا وإسبانيا". وقبيل ذلك أعرب قادة دول مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وحكام مصارفها المركزية عن استعدادهم للتعاون لمواجهة أي طارئ. واعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان أن الوضع الحالي هو أحد ندوب أزمة 2008-2009 الكبرى التي جعلت الدول بغية إنقاذ اقتصادها، تتحمل ثقل ديون الأفراد من خلال مساعدة المصارف التي كانت على شفير الهاوية. وأعلن المصرف المركزي الأوروبي الأحد أيضا أنه سيشتري دينا عاما في السوق الثانوية أو بالاتفاق. وأدى ذلك إلى تراجع نسب الفائدة الإيطالية والإسبانية إلى ما دون 6% الآن. واعتبر توشيرو ناجاهاما الخبير الاقتصادي لدي "اديشي لايف ريسيرتش ايسنتيتوت" أن البيان المشترك لمجموعة السبع "وفر ضمانة جديدة للأسواق". وكانت وكالة التصنيف الائتماني "ستاندارد اند بورز" خفضت تصنيف الولاياتالمتحدة، إلا أن وكالتي التصنيف الأخريين "موديز" و"فيتش" لم تخطوا تلك الخطوة إذ اعتبرتها الأولى "مبكرة"، في حين أن رأت الأخرى أنه ينبغي التفكير أكثر في إمكانية تخفيض التصنيف. وكانت البورصات الآسيوية أول من تفاعل مع القرار. وقد أقفلت جميعها على تراجع كبير مما أثار مخاوف من حصول انهيار في البورصات الأوروبية. فقد أقفلت بورصة طوكيو على تراجع نسبته 2,9% وشانجهاي 3,79% وسيدني 2,9%وسول 3,82% وهونج كونج 2,11%. أما بورصة بومباي فتراجعت 3% إلى أدنى مستوى لها من عام 2010.