الجزائر - أ ف ب - دعا القيادي السابق في «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة في الجزائر الشيخ الهاشمي سحنوني سكان الأحياء الشعبية إلى «تقديم عرائض الاحتجاج» للمطالبة بإغلاق محلات بيع الخمور. وقالت الرسالة التي وقعها سحنوني مع السلفي عبد الفتاح زيراوي حمداش الناطق باسم «الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر»: «ندعو ونشجع لجان الأحياء الشعبية على تقديم مزيد من عرائض الإمضاءات ولوائح الاحتجاجات الشعبية لدى الجهات المعنية للمطالبة بغلق نهائي لمحلات بيع الخمر التي أفسدت شبابنا ودمرت قيمه الإيمانية وأخلاقه الإسلامية وعكرت صفو الحياة في العائلات والأحياء التي تشكو... من مفاسد الخمر وشاربيه المجرمين». واندلعت في الجزائر العاصمة وفي مناطق أخرى عدة أحداث خلال الشهور الماضية بسبب مطالبة السكان المجاورين لمحلات بيع الخمور بغلقها. وتحدثت صحيفة «الشروق» عن مقتل شقيق صاحب محل لبيع الخمر في أيار (مايو) الماضي في أم البواقي (500 كلم شرق الجزائر) في مواجهات مع سكان الحي المطالبين بغلق المحل وطرد صاحبه. وشهد حي عين البنان في الضاحية الغربية للجزائر العاصمة المعروف بانتشار محلات بيع الخمور الشهر الماضي احتجاجات للسكان تطالب بعدم السماح بشرب الخمور في الحي. وقال السكان إن شجارات يومية تحدث بين شباب الحي وقاصدي هذه المحلات انتهت إحداها بمقتل شاب. ووصفت صحيفة «الوطن» الناطقة بالفرنسية والمقربة من التيار العلماني رسالة الشيخ سحنوني ب «الفتوى التي تثير الفتنة»، كما جاء في صدر صفحتها الأولى. ورأت أن التيار السلفي المتطرف يدعو إلى «العنف والكراهية بين الجزائريين». واعتبرت أن الشيخ سحنوني الإمام الخطيب سابقاً في مسجد السنة في حي باب الوادي استقوى «بالخطاب المحافظ» للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وحكومته. ورد سحنوني على ذلك بالقول: «لست أدري أين الفتنة، فالمواطنون يشتكون من الشبان الذين يشربون الخمور أمام البيوت الى ساعة متأخرة من الليل ثم يتشاجرون في ما بينهم... لا أتحدث عن الخمارات القانونية وشرب الخمر بداخلها لكنني أتحدث عن الناس الذين يجلبون الخمر إلى الأحياء السكنية ويشربون الخمر أمام الملأ». والقانون الجزائري لا يمنع بيع الخمور، لكنه يشترط الحصول على رخصة خاصة يصعب الحصول عليها كما يمنع توريث الرخصة أو بيعها.