ظهر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أمس للمرة الأولى منذ إصابته قبل أكثر من شهر، داعياً إلى الحوار والمشاركة، وقد بدا مصاباً بحروق بالغة في الوجه واليدين. وأكد أنه خضع لثماني عمليات جراحية ناجحة، معلناً دعمه الجهود السياسية التي يبذلها نائبه عبد ربه منصور الهادي في صنعاء وشكره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الامير سلطان. واستنكر صالح، في كلمة مصورة بثها التلفزيون اليمني،"التحدي من المرتبطين بعناصر الإرهاب"، مؤكداً أن"شعبنا صامد وسيظل صامداً في مواجهة التحديات التي تستهدف أمنه واستقراره والحريات والديموقراطية". واعتبر أن"كثيرين فهموا الديموقراطية فهماً خطأ من خلال قطع الطرق وإقلاق الحالة الأمنية، للمطالبة بحق الشراكة". وأيد جهود نائبه"من أجل رأب الصدع بين كل أطراف العمل السياسي". وأضاف:"نحن نرحب بالشراكة في إطار الدستور والقانون على أسس ديموقراطية"، مشيراً إلى أن"الدستور يقوم على التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والرأي الآخر. لكن هذا هو الرأي، والرأي الآخر هذه الأيام يقطع الطرقات ويخيف السبيل ويقلق عامة الناس". ورأى أنه"لابد من إعادة النظر من كل القوى السياسية في شكل مسؤول". وتساءل:"لماذا لا يقفون مع الحوار للوصول إلى حلول مرضية؟". وشدد على أنه"مع المشاركة مع كل القوى السياسية، سواء معارضة أو حاكمة، لكن على ضوء برنامج يتفق الناس عليه ويشكل قاسماً مشتركاً للشعب، لا أن يفرض كل طرف رؤيته أو يلوي ذراع الآخر. هذا مفهوم خطأ ومتخلف وجاهل". ولم يتحرك صالح الذي بدت آثار الحروق واضحة جداً على وجهه ورقبته، طوال الكلمة التي استمرت نحو ثمانية دقائق، كما أظهرت الكاميرا ذراعيه ثابتتين في ضمادات، ولف رأسه بغطاء تقليدي على غير عادته. وأشار إلى أنه أجرى"أكثر من عملية بسبب الحروق نتيجة الحادث، ومنها 8 عمليات ناجحة، كما أجريت عمليات لعدد من المسؤولين مثل رئيس الوزراء ورئيسي مجلسي النواب والشورى وغيرهم... أكثر من 87 شخصاً أصيبوا في هذا الحادث الجلل، ومنهم من استشهد ومنهم من جُرح". وشكر"المؤسسة العسكرية والأمنية الوطنية التي وقفت إلى جانب الشرعية الدستورية، فهذه المواقف ليست غريبة على هذه المؤسسة الوطنية الكبرى". وتوجه"بالشكر والتحية والتقدير لقيادة المملكة على الرعاية الكريمة والاستضافة منذ أن وصلنا إلى السعودية. وهذا ليس غريباً على المملكة التي ترتبط بشعبنا وقيادته بروابط وثيقة وهامة واستراتيجية على مختلف الأصعدة". من جهة أخرى، أعلنت السلطات اليمنية أمس مقتل ثلاثة قياديين في تنظيم"القاعدة"احدهم سعودي في المواجهات الدائرة مع القوات الحكومية في محافظة أبين جنوب التي استولى المسلحون المتشددون على عاصمتها زنجبار منذ اكثر من شهر. وقال مصدر عسكري مسؤول لوكالة أنباء"سبأ"اليمنية الرسمية أن"القيادي في تنظيم القاعدة علي مبارك فراس الجهمي ومعه شايف الجربوع الحجازي وآخرين من مسلحي التنظيم لقوا مصرعهم في مواجهات مع أبطال اللواء 25 ميكانيكي في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين". وأكد المصدر أن الجهمي الذي يقاتل في محافظة أبين في صفوف"أنصار الشريعة"يعتبر المسؤول الأول في"القاعدة"في مديرية صرواح بمحافظة مأرب شمال شرقي صنعاء، وأنه من بين أهم المطلوبين لأجهزة الأمن اليمنية. وكان الجهمي نصب مع مجموعة مسلحة في أيار مايو الماضي كميناً أستهدف دورية للجيش في مأرب، ما أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين". وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية ايضاً مقتل"القائد العسكري لتنظيم القاعدة في محافظة أبين وليد مشافي العسيري سعودي مكنى ب"ابو خالد العسيري"، إضافة إلى ستة آخرين من عناصر التنظيم، في مواجهات عنيفة ليل الأربعاء - الخميس أسفرت عن مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بجروح. وأشارت إلى أن العسيري مدرج ضمن قوائم المطلوبين أمنياً للأجهزة الأمنية في اليمن والسعودية المطلوب الرقم 83 على اللائحة السعودية، وأنه قتل مع 40 مسلحاً من عناصر القاعدة قرب معسكر اللواء 25 ميكانيكي شرق زنجبار. وأوضحت مصادر سعودية في الرياض ل"الحياة"أن العسيري كان عيّن قائداً عسكرياً خلفاً لزميله خالد باطرفي الذي اعتقل في تعز، ومعه عامر اللحجي في منتصف آذار مارس الماضي.