اندلعت معارك عنيفة أمس، بين الجيش الباكستاني المدعوم بمروحيات قتالية ومسلحي حركة"طالبان"في اقليم شمال وزيرستان شمال غرب، وذلك اثر مهاجمة المتشددين نقاط تفتيش عسكرية في وسط ميرانشاه، كبرى مدن الاقليم القبلي. لكن اندلاع هذه المعارك لم يؤكد بدء الهجوم العسكري الذي تطالب به الولاياتالمتحدة منذ فترة طويلة على معقل شبكة تنظيم"القاعدة"في هذا الاقليم الذي يشكل ايضاً القاعدة الخلفية ل"طالبان"الافغانية. وتكرر إسلام آباد منذ فترة بأن هذه العملية ستبدأ حين يرى الجيش انها باتت ضرورية. وفيما يندر حصول اشتباكات في وزيرستان الشمالية، خصوصاً وسط ميرانشاه التي يتواجد فيها الجيش في مراكز محددة ونقاط تفتيش معروفة، أفاد سكان بأن الاشتباكات اندلعت بعد تدمير الجيش بالمتفجرات مستشفى خاص صغير تستخدمه"طالبان"ومسلحون آخرون، غداة اعتداء بقنبلة تسبب في مقتل 3 جنود وجرح 15 آخرين. وصرح احد السكان بأن بعض المتمردين تحدثوا الآوزبكية، واستخدموا اسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ رد عليها الجيش بقصف مدفعي وجوي نفذته مروحيتان قتاليتان فتحتا النار على مدرسة عامة تمركز فيها المسلحون لمهاجمة نقطة تفتيش. وأغلقت السوق الرئيسية في ميرانشاه، التي غرقت في الظلام بعدما استهدف مسلحو"طالبان"محولاً كهربائياً. وشهد شمال وزيرستان ايضاً اطلاق طائرتين اميركيتين بلا طيار ثلاثة صواريخ على منزل في بلدة مير علي، ما اسفر عن مقتل اربعة متشددين على الأقل، علماً ان حوالى 88 متشدداً قتلوا في هجمات شنتها طائرات اميركية بلا طيار في حزيران يونيو الماضي، بحسب احصاء استند الى بيانات من مسؤولين في الاستخبارات. وفي منطقة كرام القبلية ايضاً، قتلت القوات الحكومية 10 مسلحين وجرحت 8 آخرين في عملية عسكرية برية وجوية أطلقت الأحد الماضي، واعتبرت الأولى منذ مقتل زعيم تنظيم"القاعدة"أسامة بن لادن في باكستان في الثاني من أيار مايو الماضي. وأعلنت القوات الحكومية الاستيلاء على مخابئ لمسلحين والسيطرة على بلدتي سانغورا ومانتالو في المنطقة التي غادرها حوالى 4 آلاف عائلة منذ بدء العملية. على صعيد آخر، طالبت اللجنة الباكستانية المكلفة تحديد كيفية بقاء بن لادن سراً لأعوام في البلاد قبل مقتله، الحكومةَ بعدم ترحيل افراد عائلته طالما لم توافق على ذلك. ولا تزال ثلاث زوجات، اثنتان سعوديتان ويمنية، وعدد غير محدد من اطفال بن لادن في ايدي السلطات الباكستانية منذ عملية الكوماندوس الأميركية التي ادت الى مقتل زعيم"القاعدة"مطلع ايار. وأشارت اللجنة التي تضم اربعة اعضاء يرأسها قاضٍ من المحكمة العليا، الى انها قد تتحدث اليهن قبل الانتهاء من عملها. الى ذلك، اعلن مسؤولون باكستانيون ان حوالى 600 متشدد من افغانستان هاجموا قريتي نورسات درا وخارو في منطقة دير العليا، واشتبكوا لساعات مع جنود وميليشيا قبلية موالية للحكومة جرح اربعة من رجالها. وتقول باكستان إن"اكثر من 55 جندياً قتلوا في هجمات عدة شنت عبر الحدود الشهر الماضي، والتي زادت التوتر بين البلدين المجاورين في وقت تكافحان منذ فترة طويلة تمرداً تشنّه"طالبان"ومتشددون مرتبطون ب"القاعدة". وتتهم باكستان جارتها بتوفير ملاذ آمن لمتشددين داخل حدودها تترك قواتها في مواجهة هجمات مضادة حين تطاردهم لإخراجهم من مناطق القبائل الى افغانستان. اما كابول فحمّلت إسلام آباد مسؤولية سقوط عشرات المدنيين في اسابيع من القصف عبر الحدود.