تضاربت الأنباء في بغداد امس حول زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للعراق، بالتزامن مع زيارة معلنة لنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي. واستقبلت الأنباء عن الزيارتين المتوقع أن تركزا على مستقبل الوجود الأميركي في العراق ردود فعل متباينة، وسط تدهور أمني وعودة مشاهد المجازر الجماعية. وقتل أمس اكثر من 35 عراقياً وأصيب العشرات في هجومين بسيارة مفخخة وحزام ناسف استهدفا مبنى المجلس البلدي في قضاء التاجي شمال بغداد. وخلف الهجوم فوضى، فيما سارع سياسيون إلى التنديد بالحادث والتحذير من الفراغ الأمني في غياب الوزراء المعنيين بهذا الملف. وكانت العاصمة العراقية ومدن أخرى شهدت خلال الشهور الأخيرة موجة من العنف تزامنت مع جدل محلي وإقليمي حول نية القوات الأميركية التجديد لبقائها في العراق بعد نهاية العام. وتلتزم الحكومة العراقية التي يقودها تحالف القوى الشيعية الرئيسية الصمت حيال تحديد الإدارة الأميركية موعداً ينتهي مع نهاية آب أغسطس لاتخاذ موقف من بقاء حوالى 50 ألف عسكري، فيما كانت السفارة الأميركية في بغداد طلبت 6.5 بليون دولار موازنة"لدعم مشاريع الطاقة وتدريب الجيش العراقي". وترفض قوى سياسية عراقية ابرزها تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر تمديد بقاء القوات الأميركية. وأصدر التيار امس بياناً ندد فيه بزيارة بايدن التي توقع سياسيون عراقيون أن تتم اليوم الأربعاء. لكن الناطق باسم السفارة الأميركية في بغداد ديفد رانز رفض تحديد موعد للزيارة وقال ل"الحياة"إن"بايدن زار العراقمرات عدة ونأمل بأن يزورها، لكن ليس لديه نية لذلك في الوقت الراهن". ولا يحدد المسؤولون الأميركيون في العادة مواعيد لزياراتهم لأسباب أمنية. وكان فندق الرشيد داخل المنطقة الخضراء، وهو مقر لعدد من الشركات الأجنبية ومكان إقامة للوفود والسفراء والنواب تعرض مساء الاثنين لقصف صاروخي خلف عشرات القتلى والجرحى. في المقابل أعلنت السفارة الإيرانية في بغداد أن رحيمي سيبدأ زيارة لبغداد اليوم على رأس وفد من 200 رجل أعمال. ويقر سياسيون عراقيون مقربون من الإدارة الأميركية بتراجع النفوذ الأميركي عملياً في العراق مقابل النفوذ الإيراني. وقال النائب عن"العراقية"حامد المطلك ل"الحياة"إن"رضوخ بعض السياسيين لواشنطن أو طهران أفقدهم ثقة المواطن العراقي ودعمه"، داعياً السياسيين العراقيين إلى"رفض أي محاولة من الطرفين إيران وأميركا لتصفية حساباتهما على حساب المصلحة العراقية". وكان 15 جندياً أميركياً قتلوا في جنوبالعراق خلال الشهر الماضي في أعلى حصيلة للقتلى الأميركيين خلال عامين، فيما قتل 271 عراقياً في أعمال عنف. وحذر زعيم"العراقية"أياد علاوي من تصاعد الدعم الإقليمي للمليشيات. وقال:"لمسنا مديات خطرة في التدخلات الإقليمية الضارة وتشجيعاً غير عادي للنشاطات المسلحة للميليشيات. هناك تدخل من بعض دول المنطقة ومحاولات واضحة للضغط على مسارات العملية السياسية".