انطلقت موجة تفاؤل جديدة بإمكان تأليف الحكومة اللبنانية العتيدة، بناء على إجماع القوى المعنية بمعالجة العقبات التي حالت سابقاً دون إنجاز التشكيلة الحكومية، على أن تقدماً مهماً حصل في إزالة العراقيل التي اعترضتها في الأسابيع الماضية. وفيما قالت مصادر في الأكثرية الجديدة أن الحكومة سترى النور قبل عقد الجلسة النيابية التشريعية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأربعاء المقبل في 15 حزيران (يونيو)، فإن الأوساط المشككة عادة بإمكان اتفاق أطراف الأكثرية على تأليف الحكومة، لأسباب خارجية، توقفت أمام ما نقلته وكالة «سانا» السورية الرسمية للأنباء عن الرئيس بشار الأسد أثناء استقباله رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط، من أنه أعرب عن أمله بأن يتجاوز اللبنانيون خلافاتهم ويتم الإعلان عن تشكيل الحكومة قريباً. وأصدر الحزب التقدمي الاشتراكي بياناً مساء أنه تم خلال زيارة جنبلاط لدمشق «التشاور في التطورات في لبنان والمراحل التي قطعتها عملية تأليف الحكومة، وكانت الآراء متفقة لناحية ضرورة الإسراع في تأليفها، لما لذلك من دور في حماية استقرار لبنان». وأشار البيان الى أنه «تم التداول في تطورات الأوضاع في سورية وعبّر رئيس الحزب وليد جنبلاط عن أمله في أن تتخطى سورية هذه المرحلة الحساسة من تاريخها عبر إقرار الإصلاحات التي أطلقها الرئيس الأسد بما يعزز وحدتها الوطنية ويحصّن قوتها ومناعتها، وذلك يتحقق من خلال حوار وطني واسع للتأسيس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي الاستقرار والإصلاح مؤكداً رفضه أي تدخل أجنبي في سورية». ورأت مصادر في الأكثرية الجديدة أن كلام الرئيس السوري يعيد التأكيد أن دمشق ترغب في تأليف الحكومة سريعاً، وأن هذا موقفها منذ مدة وأن هذا ما يفسر الاندفاعة الجديدة في الاتصالات للتفاهم على الأسماء في التركيبة الحكومية، بعدما جرى تثبيت التفاهم على توزيع الحقائب في الاجتماع بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون، على هامش لقاء أقطاب الأكثرية في المجلس النيابي أول من أمس، بعد أن تعذر تأمين النصاب للجلسة التشريعية التي كان دعا إليها بري. وفي وقت ذهب بعض مصادر الأكثرية، خصوصاً المقربين من عون، الى حد القول إن إنجاز الحكومة بعد التقدم الذي حصل أول من أمس، يفترض أن يكون مسألة ساعات وليس مسألة أيام، فإن مصادر في قوى 14 آذار وأخرى في الأكثرية بقيت على حذرها، وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إنه يستبعد أن تتشكل الحكومة، مكرراً اقتراحه تأليف حكومة تكنوقراط. وكانت اتصالات أول من أمس، أدت الى حسم بعض العقبات، وتردد أن عون قدم أسماء مرشحي «التيار الوطني الحر» الستة من ضمن الوزراء العشرة العائدين الى تكتله، إضافة الى (2 لتيار المردة هما نقولا غصن لحقيبة الدفاع والنائب سليم كرم وزير دولة، و2 لحزب الطاشناق)، وتردد أن مرشحي التيار الوطني هم: جبران باسيل للطاقة، شكيب قرطباوي للعدل وفادي عبود للسياحة (موارنة) وغابي ليون للاتصالات (أرثوذكسي ومسؤول التيار في مدينة زحلة) ونقولا صحناوي (ثقافة) وشربل نحاس وزير دولة (كاثوليك). وأوضحت المصادر أنه بقي أن يحسم اسم الوزير السني المعارض الذي كان أقطاب في المعارضة رشحوا له فيصل عمر كرامي الذي التقى ميقاتي أول من أمس. لكن ميقاتي أبلغه وفق مصادر مواكبة للاتصالات التي يجريها، أنه يقترح تسمية شخصية أخرى من قبل الرئيس عمر كرامي لتمثيله بدلاً منه. وأوضحت مصادر مواكبة لاتصالات التأليف أنها تناولت المساعي لإيجاد مخرج لمطلب النائب طلال أرسلان الحصول على حقيبة وزارية ورفضه وزارة الدولة. ولم تستبعد أن يزور الرئيس ميقاتي القصر الجمهوري خلال الساعات المقبلة لإطلاع الرئيس سليمان على مسودة التشكيلة الحكومية والحصول منه على اسمي الوزير الماروني الثاني الذي سيكون من حصته والوزير الأرثوذكسي (تردد أنه الوزير السابق سمير مقبل، إضافة الى العميد السابق مروان شربل للداخلية).