في أول نبأ سار منذ كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال شرقي اليابان في 11 آذار مارس الماضي، أعلنت شركة"طوكيو الكهرباء"تيبكو المشغِّلة لمحطة فوكوشيما داييشي النووية المتضررة، أن فريقها التقني أوقف تسرب مياه عالية الإشعاع الى المحيط من المحطة، لكن عمليات تصريف المياه ذات نسبة الإشعاع الضئيلة تواصلت، ما يزيد خطر تلوث سلسلة الغذاء البحرية. وبعد أيام من الجهود غير المجدية لسد شق طوله 20 سنتيمتراً في جدار حفرة قرب شاطئ المحيط الهادئ، والذي تسربت إليه كمية سبعة أطنان في الساعة من الإشعاع من المفاعل رقم 2، وجد تقنيو"تيبكو"الحل عبر ضخ زجاج ذائب سيليكات الصوديوم في الأرض، وهو محلول كيميائي يتميز بتصلبه لدى الاحتكاك بمياه. في غضون ذلك، تواصلت لليوم الثالث على التوالي عمليات صب 11500 طن من المياه قليلة الإشعاعات في البحر، في وقت يخشى الخبراء تلوث السلسلة الغذائية البحرية بفعل العوالق التي تستهلكها الاسماك، علماً ان مهندسين حكوميين أميركيين أُرسلوا إلى اليابان للمساعدة في مواجهة الأزمة النووية، حذّروا من وجود مجموعة من التهديدات الجديدة التي قد تستمر لوقت طويل، وبينها احتمال حدوث انفجارات داخل بنى الاحتواء في المفاعلات، نتيجة انبعاث الهيدروجين والأوكسجين من مياه البحر التي ضخت في المفاعلات، وأضرار مصدرها قضبانُ الوقود النووي شبْهُ الذائبة وتكدُّسُ الملح لدى وصول مياه جديدة لتبريد قلب المفاعلات. وبهدف طمأنة السكان، حددت الحكومة سقفاً لمعدلات النشاط الاشعاعي في المنتجات البحرية يقارب ذلك المحدد للخضار. لكن الهند أعلنت حظراً تاماً على استيراد المواد الغذائية اليابانية لمدة ثلاثة شهور قابلة للتجديد. وأفادت وكالة أنباء"كيودو"اليابانية، ان طوكيو تخطط لتخصيص أول موازنة مقدارها 3 تريليون ين 35.5 بليون دولار إضافية لإعادة الإعمار، وذلك بحلول منتصف الشهر الحالي، من دون اللجوء إلى إصدار سندات خزينة. وأوضحت الوكالة ان أموالاً ستوفرها مخصصات هدفت للسماح بالحفاظ على مستوى مساهمة الحكومة في الرواتب بنسبة 50 في المئة، وإلغاء بعض السياسات الرئيسية التي وضعتها الحكومة سابقاً، مثل زيادة المخصصات الشهرية للأطفال، وشق طرق سريعة جديدة.